بقلم إيمان حجازي
المحتويات
عارف أنك هنا
زفر عزت في ضيق وحنق وهو لا يود لقائه علي الاطلاق ولكن لم يدري أن الأمر اگبر من تلك الأمور التافهه التي تساوره لم يقوي علي النهوض كليا في حين أستمع لصوت تهامي يدلف الغرفه
والله ليك وحشه يا أبن أبو الدهب حمدلله علي سلامتك مش تقولي أنك تعبان ومتصاب عشان ألحقك زي كل مره ما بتقع فيها ولا المره دي مينفعش أنا بالذات ألحقك !
وبداخل الصرح الطبي كانت زينه تقف أمام الحائط ملقيه بثقلها عليه مغمضه عينيها شارده في ألم قلبها لا تجيب أحدا رأتها مرام علي تلك الحاله فأسرعت إليها
زينه ! انتي واقفه هنا ليه مالك ! زييينه !!!!
أنا خلصت شغلي هنا خلاص وفاضيه تماما ممكن بقه تقوليلي مالك طلعي اللي في قلبك عشان ترتاحي وفضفضي أضافت بمرح انا طبيبه القلوب ودكتوره نفسيه شاطره كمان
أبتسمت زينه بمجامله وجلست بجوارها علي الفوتي وظلت تنظر لأسفل في شرود لبضع ثواني ثم نظرت إليها
هو الإنسان لما بېموت فعلا مبيبقاش واعي يعني الكلام اللي بيطلع منه قبل المۏت ده بيبقي كڈب او اي حاجه ملهاش علاقه بالمنطق
ضحكت مرام بعفويه
أنتي مبتسمعيش افلام او مسلسلات أو حتي عمرك ما شفتي أو كلمتي حد قبل ما ېموت
ثم تذكرت والدها فنكست رأسها بحزن مردده
وشفت والدي قدامي وهو بېموت
أقتربت منها مرام وربتت علي ذراعها بحنان
حبيبتي أنا مقصدش خالص لكن عايزه أقولك أن مثلا في الافلام والمسلسلات دايما بيجيبو مشهد أن لما حد بېموت بيقول وصيته للي قدامه او الحاجه اللي يعملها لو ماټ لأن هو بيكون حاسس أنه خلاص ھيموت مش شرط بقه ېموت ولا يصحي تاني لكن لمجرد إحساسه بأن خلاص ده وقته بيطلع كل اللي جواه بل بالعكس ده حتي ممكن يطلب السماح لو كان أذي حد قبل كده يعترف لحد بحاجه جواه عشان متموتش معاه
تذكرت زينه والدها
بالظبط قوليلي بقه مين
ضحك عليكي وقالك كده او ليه بتسألي سؤال زي ده
شعرت زينه بالحرج والتوتر ولم تدري بما تجيبها فاضافت مرام
عمار قالك أنه بيحبك مثلا قبل ما ېموت ودلوقت بيقولك أن انا مكنتش واعي ومبحبكيش صح
خفضت رأسها في خجل شديد فأكملت مرام
يبقي صح
مش بالظبط كده هو مقاليش بحبك ولا حاجه ده قال اللي أكبر من كده
ليه بيعمل كده مش فاهمه !
هو الوحيد اللي ممكن تلاقي عنده اجابه بصراحه
بس هقولك حاجه
نهضت مرام وصنعت فنجانين من الكابتشينو وجلست بجوارها مره أخري
أشربي ده عشان يديكي طاقه بدل ما تقعي من طولك
أبتسمت زينه وتناولت من الفنجان وكذلك مرام ثم أكملت حديثها
مفيش ست او بنت بينضحك عليها علي الاقل بينها وبين نفسها بتبقي عارفه الحقيقه وبتختار إذا كانت عايزه تكمل في الكدب علي مشاعرها عشان هي اللي بتحبه من طرف واحد وعايزاه معاها أو يبقي حب متبادل بينهم بمعني انا معرفش ليه عمار بيعمل كده أو قالك كلام بصدق ورجع تاني كذبه معرفش هو بيخطط لإيه أو ايه اللي في دماغه دلوقت لكن عارفه ومتأكده أن انتي عارفه وحاسه بل وممكن تكوني متأكده أن هو عنده مشاعر من ناحيتك ولو مكنتيش حاسه بده كان هيحصل جفا جواكي وكنتي واحده واحده هتبعدي عنه بس انتي عشان حاسه ان هو بيحبك أو عنده مشاعر ناحيتك لسه عندك أمل ومستنيه اللحظه
صح والمفروض دلوقت اعمل ايه
انتي عايزه ايه دلوقت لما قالك كده أنه مبيحبكيش حسيتي بإيه
حسيت اني كرهته ومش عايزه أشوفه تاني وكفايه لحد كده
يبقي متشوفيهوش تاني وأبعدي خالص خليه ماشي ورا عقله اللي بيحركه ده وقلبه هيوصله ليكي ويرجعه تاني
بس عمار قلبه مېت أو معندوش قلب ومبيعرفش يحب زي ما قالي
مفيش راجل
متابعة القراءة