قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمر

موقع أيام نيوز

تأهبت عندما اقتربت الساعة من الثانية عشر بعد منتصف الليل .. وتوجهت الى حقيبة الرسائل وأخذت تبحث عن الخطاب الذى يحمل رقم 54 .. دقت 
حبيبتى مريم .. كيف أنت الآن .. أتهتمين بنفسك حبيبتى .. أم عدت الى اهمال نفسك وطعامك مرة خرى .. أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا ولا تعصين لى أمرا .. لذلك إن كنتى تحبينني بالفعل فستهتمين بنفسك أكثر .. كيف حالك مع الله .. أتواظبين على قراءة وردك أم تتكاسلين .. أعرف جيدا أن حبيتى لا تتكاسل عن فعل الخير .. لكنى أذكرك فحسب .. لا تقطعين خيرا تفعليه .. وارمى سهما فى كل خير
تجديه .. حبيبتى طلبى هذا الإسبوع هو زيارة صغيرة منك الى والدتى .. التى أشفق عليها وعلى حالها .. أعلم أنها زيارة لا تفيد .. لكنى أريدك أن تقومى بها .. من أجلى يا مريم .. حبيبك ماجد

وعزمت فى الصباح على تنفيذ ما طلبه منها ماجد .. زيارة والدته التى تعيش فى أحد دور المسنين .
حاول مراد النوم لكنه شعر بالأرق ففتح الشرفة ووقف فيها .. همت والدته بغلق شباك غرفتها عندما رأته .. فتوجهت الى غرفته وطرقت الباب .. فتح لها مراد ودعاها للدخول .. قالت 
شوفتك من شباك أوضتى عرفت انك صاحى
مش جايلى نوم
جلست أمه على أريكة فى الغرفة وجلس بجوارها قائلا 
عمتو عامله ايه دلوقتى
نظرت اليه بتمعن قائله 
كويسة .. بس مش هى اللى قلقانى
قال بقلق 
سارة و نرمين كويسين
قالت بنبرة ذات معنى 
أيوة كويسين بس انت اللى مش كويس يا مراد
قال مراد بهدوء 
ليه مش كويس ليه ما أنا زى الفل أهو
نظرت اليه أمه بعتاب قائله 
مش ناوى تفرحنى يا
مراد و تتجوز وأشوف ولادك وأطمن عليك قبل ما أموت
قال مراد على الفور 
ربنا يبارك فى صحتك وفى عمرك يا أمى
قالت بإصرار 
رد على سؤالى .. ناوى تتجوز امتى .. ناوى تفرحنى بيك امتى
قال مراد بضيق 
أمى لو سمحتى مش حابب أتكلم فى الموضوع ده
قالت أمه پحده 
يعني ايه مش حابب .. انت هتفضل ډافن نفسك بالحيا كده لحد امتى .. مفيش فى حياتك غير شغل وبس
قام مراد بعصبيه وقال 
وأنا مش حابب يكون فى حياتى غير الشغل وبس
نهضت ووقفت فى مواجهته قائله 
لأ .. أنا مش ممكن أسمحلك تضيع شبابك كده
قال مراد بنفاذ صبر 
أنا مبسوط كده
هتفت أمه 
بس أنا مش مبسوطة يا مراد .. ولا انت مبسوط .. ده أنا حتى مبشوفكش بتبتسم .. انت مفيش حاجه بتعملها ولا بتفكر فيها غير شغلك .. حياتك فاضية يا مراد
قال مراد بحزم 
لأ مش فاضية انتى وسارة و نرمين وعمتو ملينها عليا
قالت أمه پحده 
مراد .. دور على عروسه .. ولو مش لاقى قولى وأنا أدورلك .. عايزه أشوفك متجوز يا مراد وعندك بيت واسرة
قال مراد بمرارة 
ما أنا اتجوزت يا أمى .. اتجوزت
رقت ملامح أمه وقالت بحزن 
مش كل البنات يا ابنى زى ......
قاطعها قائلا پعنف 
لأ كلهم زى بعض .. ميفرقوش حاجة عن بعض .. كلهم عينه واحده .. وأنا مش ممكن أذل نفسي لواحده فيهم .. ولا يبقى لأى ست تأثير عليا
قتربت أمه منه تحاول تهدئته فقال پحده 
لو سمحتى يا أمى .. متفتحيش الموضوع ده تانى معايا .. أنا مش هتجوز أبدا ..

مهما قولتى ومهما عملتى .. وده قراري ومش ممكن أغيره أبدا
نظرت اليه أمه بأسى وأستسلام .. ثم غادرت الغرفة فى صمت .. جلس مراد على فراشه وهو يغطى وجهه بكفيه ثم قام ودخل الشرفة مرة أخرى وجلس على أحد المقاعد شاردا .. فى ظلمة الليل البهيم .
الفصل الخامس. من رواية قطة فى عرين الأسد
استيقظت مريم فى الصباح التالى وقد عزمت على زيارة والدة ماجد كما طلب منها فى خطابه الذى قرأته بالأمس .. خرجت وركبت المترو كالعادة وتوجهت الى أحد دور المسنين .. دخلت غرفة والدة ماجد لتجدها 
هى عاملة ايه دلوقتى 
قالت العاملة فى اسف 
زى ما انتى شايفه .. مبتتكلمش ولا بتستجيب لأى علاج
قالت مريم بحزن 
مواظبين على العلاج بتاعها
أيوة من يوم ماجت واحنا بنهتم بيها وبحالتها .. ودكتور الدار كمان مهتم بيها لانها صعبانه عليه .. بس اظاهر انها هتقضى باقى أيامها
تم نسخ الرابط