قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمر

موقع أيام نيوز


فى الحقيبة ببطء وهو مازال يتطلع اليها .. يحاول النفاذ الى أعماقها ومعرفة ما بداخلها .. هم بأن يأخذ كومة أخرى من الملابس لكنها أوقفته قائله 
طيب هلمهم أنا .. ممكن تتفضل تعد فى الصالون لو سمحت لحد ما أخلص
امتثل مراد لما قالت وتوجه الى الصالون وهو يتفحص ما حوله .. جمعت مريم أغراضها فى تبرم .. وقفت قليلا تفكر فيما يصيبها عندما تكون قريبة منه .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وأكملت مهمتها .. خرجت تحمل الحقيبة الثقيلة فبمجرد أن رآها مراد هب واقفا وأخذها منها .. تأكدت مريم من اغلاق المحابس والشبابيك وتممت على كل شئ فى البيت ثم نزلت معه الى سيارته .. انطلقا فى طريقهما الى أن أوقف السيارة فى نفس المكان الذى أوقفها فيه منذ ما يقرب من اسبوعين .. نزل والتف حول السيارة وفتح لها الباب .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة ونزلت ببطء وهى تشعر أنها تود الهرب من كل شئ .. أتما اجراءات توثيق الزواج .. وانطقا فى طريقهما الى قسم الشرطة

قدما البلاغ واستمع مراد الى ما قصته مريم على الضابط وقد احمر وجهه وانتفخت أوداجه من الڠضب .. بعدما انتهيا من تقديم البلاغ ركبا السيارة مرة اخرى وانطلق مراد بها فى صمت .. تطلعت مريم اليه فوجدته غارقا فى شروده وعلامات الڠضب على وجهه .. كانت تشعر وكأن عيناه جمرتا ڼار .. كان يسير بالسيارة فى سرعة وحركاته تشوبها العصبية .. شعرت بالخۏف من أن يتهور ويفعل مالا يحمد عقباه .. رن هاتفه فرد قائلا
وعليكم السلام .. أيوة يا ماما لقيتها .. احنا جايين
فى الطريق .. أيوة هى معايا .. هتطلعلك هيا وأنا هروح مشوار وأرجع .. طيب مع السلامة
أنهى المكالمة دون ان ينظر الى مريم تزايد خوف مريم وقلقها فقالت 
ليه مش هتروح معايا .. انت رايح فين 
الټفت ونظر اليها .. متفرسا فيها .. شعرت بالخجل وندمت على تسرعها فى القاء السؤال .. لكنها قالت بقلق 
بلاش تعمل حاجة غلط .. لو سمحت اوعى تروحله تانى
نظر مراد أمامه قائلا بصرامة 
ده يستاهل القټل مش الضړب
قالت مريم بجزع 
اوعى تقتله هتضيع نفسك
الټفت مراد اليها يراقب تعبيرات القلق على وجهه قائلا بتحدى 
ايه المشكلة يعني لو ضعت .. مالك ومالى .. ايه اللى مخوفك كده
قالت مريم بتوتر 
كدة عشان مامتك واخواتك محتاجينك
تفرس مراد فيها فأشاحت بوجهها .. عاد الى النظر أمامه بصمت .. توقفا عند احدى الإشارات المزدحمة وكل منهما شاردا .. اقترب بائع متجول يحمل عقود طويلة من الفل من مراد قائلا 
فل يا بيه
هز مراد رأسه نفيا .. فقال الرجل بإلحاح وهو يلقى نظرة على مريم 
فل للهانم يا بيه .. ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس
شعرت مريم بالحرج لظن الرجل بأنهما حبيبان .. وشعرت أيضا بالحزن وهى تقول لنفسها ليتك تعلم أنه اضطر لمصاحبتى اليوم من أجل شعوره بالمسؤلية تجاهى فقط ..فلا شئ يجمعنى به منذ أن رأيته إلا المصالح المشتركة .. رأت بطرف عينيها مراد وهو يشترى عقدا من الرجل ويضعه أمامه على التابلوه .. بالتأكيد ليتخلص من الحاح الرجل عليه فى الشراء .. انفتحت الإشارة وسارا مرة أخرى فى طريقهما .. توقفت السيارة أمام بوابة الفيلا فقالت مريم وهى تلتفت اليه 
ياريت متعملش حاجه ټندم عليها سيب الشرطة تشوف شغلها وهما أكيد مش هيسيبوه
بدا عليه أنه منشغل فى التفكير فى شئ ما .. فقالت مرة أخرى وهى تنظر اليه 
ياريت بجد تتحكم فى أعصابك لان أى حاجة هتعملها هتتاخد ضدك خاصة انك ضاړبه مرة قبل
كده
لم يجيب فالتفتت وهمت بالنزول من السيارة لكنها وجدته فجأة مطبقا على يدها .. التفتت بإستغراب وهى تنظر الى يده الممسكه برسغها .. دون أن ينظر اليها وجدته يحمل عقد الفل ويلفه حول يدها ببطء .. شعرت بقلبها تتعالى دقاته .. وحبست أنفاسها وهى تتطلع الى يده التى تلف العقد على يدها .. انتهى فسار العقد كالإسورة يزين يدها اليسرى .. لم تنظر اليه .. ولم ينظر اليها .. لكن بدا وكأنهما يتحدثان الى بعضهما البعض .. بحديث تعجز الآذان
 

تم نسخ الرابط