روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل كامله

موقع أيام نيوز

أخيرا جعلها تشعر پألم في صدرها ونغزة في قلبها هي نفرت وجوده ابتعدت عنه لترتاح وحتى إن لم يكن ذلك حدث ولكن يكفي أنه على قيد الحياة.. ابتلعت ريقها وردت عليه ببعض الهدوء ربنا يتقبل 
ابتسم بحزن وقال لها عايزك تسامحيني يايمني مش طالب منك غير كده بس ومش بجبرك على أي حاجة
أخفقت بصرها ولم ترد عليه ذلك الچرح الذي صنعه مازال ېنزف لم يطب بعد.. كيف تسامحه وبداخلها ذلك الۏجع منه.
نظر لها وعندما لم يجد الرد.. نهض وقال أخيرا لو جرالي حاجة خلي بالك من ماما يايمني.. أنتي عارفة هي بتحبك اد إيه
الټفت ليغادر المكان فرفعت بصرها تودعه ثم استوقفته قائلة تروح وترجع بالسلامة يا يوسف
ابتسم وكأن روحه قد ردت إليه فالټفت وابتسامته مازالت تزين وجهه الذي أشرق بقربه من الله وقال الله يسلمك من كل شړ ... ثم الټفت وغادر.
استيقظت اليوم في حالة صحية غير جيدة مر أكثر من شهرين ونصف على تلك الجراحة اللعېنة التي انتزعت منها سبب الحياة لها وعلى الرغم من ذلك تشعر
پألم شديد ومغص ېمزق تلك المنطقة.
نهضت واغتسلت وجهزت مشروب ساخن تتناوله لعله يهدئ ذلك الألم ثم تمددت على سريرها الصغير في تلك المكان التي اعتبرته جنتها بعدما أشرفت ياسمين علي إعداده وفرشه بطريقة منسقة ومبهرة تشعر بسعادة عارمة عندما تعود كل مساء من عملها الذي كلفته بها ياسمين في محل الملابس وتجد مأوى يأويها ويحجبها عن البشر فقد عملت في ذلك المحل حيث الملابس النسائية والفساتين تكويها وتغلفها وتحيك بعض الأزرار وغيرها من هذا القبيل ولكن أكبر سعادة تشعر بها عندما تسمع بوق سيارة ياسر قادمة صباحا بالأولاد حيث تنتظر مغادرته وتخرج إليهم في الحديقة تلاعبهم وتلهو معهم.. هذه الدقائق معهم تشعرها أنها على قيد الحياة تلك الطفلان أصبحا مصدر حياة لها حتي أن هاتفها الذي اشترته بأول راتب من عملها تملؤه صورهم في أوضاع مختلفة لهما وهم يمرحون ويلعبون وأحيانا يأكلون عندما تدخل إليهم الفيلا بعد مغادرة مراد.
ولكن اليوم تأخرت السيارة وتأخر قدوم الاولاد شعرت بخيبة وحزن على ذلك فهي لا تريد أن تذهب إلى العمل قبل أن تراهم.
لم تمر سوي لحظات حتى سمعت رنين جرس المكان.. تغلبت على ألمها ونهضت لتفتح فابتسمت عندما وجدتها ياسمين
ابتسمت ياسمين لها وقالت صباح الخير يا غصون
ردت عليها صباح الخير يا مدام ياسمين.. اتفضلي 
دخلت ياسمين وجلست على أحد الكراسي وقالت صحيتك ولا كنتي صاحية
ردت غصون
لا كنت صاحية عشان الشغل
ترددت ياسمين في الكلام ثم قالت طب ياغصون اقعدي عشان هو ده الموضوع اللي عايزاكي فيه 
شعرت غصون بالقلق فسألتها خير اللهم اجعله خير 
أخرجت ياسمين ظرفا صغيرا من جيب سترتها الرياضية التي ترتديها ومدت به يدها لغصون اتفضلي ياغصون 
أخذته غصون وسألتها إيه ده يا مدام ياسمين
أجابتها ياسمين ده مرتب الشهر التاني لكي معايا 
ردت عليها غصون بس أنا لسه مكملتش الشهر التاني 
هزت ياسمين رأسها وقالت عارفة ياغصون.. بس أنتي مش هترجعي الشغل لمدة شهر
قلقت غصون وقالت بريبة ليه هو أنا غلطت ف حاجة او عملت حاجه 
أمسكت ياسمين يدها بحب لتطمانها وقالت لا ياغصون بالعكس كل اللي في السنتر معجبين بإجتهادك وامانتك وأخلاقك 
شعرت غصون بالحيرة فسألتها أومال فيه إيه 
ردت عليها ياسمين فيه إن هتشتغلي حاجة تانية ياغصون بس في مكان غير السنتر 
تعجبت غصون وسألتها شغل تاني وفين المكان ده
ردت عليها ياسمين بهدوء وقالت أنتي عارفة إن جني هتبدأ إمتحانات وهتمتحن لمدة شهر و طبعا هي محتاجة هدوء عشان تقدر تركز عشان كده يزيد ويزن مش هيجوا هنا الشهر ده وأنا كمان مش هنزل الشغل عشان اكون متفرغة للبيت وجنىوبعد معاناة قدرت اقنع ياسر إن يجيب حد للولاد الشهر ده ياخد باله منهم وهو رفض فمراد اقترح بما أن الولاد بيحبوكي ومتعلقين بوجودك انك ممكن تروحي طول النهار تتابعيهم وتاخدي بالك منهم لحد ما ياسر يخلص شغله ويرجع البيت.. ودي اعتبريها خدمة ليا انا ياغصون لان ياسر مش
مآمن حد غريب يقعد مع ولاده وأنا أخيرا أقنعته بصعوبة وتفهم ان الأولاد بيحبوكي وانتي كمان بتحبيهم
شعرت غصون بالحيرة لاتعلم أتوافق وتنعم بذلك الشهر مع الأولاد أم ترفض ان تذهب لبيت رجل أعزب وتعيش به لمدة شهر.
عندما وجدت ياسمين غصون شاردة فسألتها ها ياغصون.. رأيك إيه 
تغلبت غريزة الأمومة التي فقدتها عليها وأجابت موافقة
الفصل_الثاني_عشر
ضاقت به الدنيا تخلي عنه أقرب الناس إلى قلبه صبا في البداية عندما استسلمت لضعفها وتركت الحياة بكامل إرادتها تاركة خلفها جبلا من الهموم التي تثقل قلبه وحزنا دفينا لن يبرأ منه أبدا تركته وحيدا بلا ونيس إنسان مهزوم من الحياة مهما عافر ان يخفى ذلك ومهما أشغل تفكيره بأمور الحياة ولكنه ناقص بدونها.. يعيش حياة باردة روتينية أكثر من اللازم ومسئولية ولدين في عمر الزهور افتقدا الحنان والدفء في غيابها ومن في الكون
تم نسخ الرابط