روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل كامله

موقع أيام نيوز

هتكون بتروح فين غير عليكي وعلى طفحك الجراءة بقت واخداكي ياغصون وأنا هربيكي
رحمها من غضبه نوبة القيء الذي أتتها مرة أخرى مما جعلها تنهض مسرعة إلى الحمام.
قفزت من السعادة عندما جاءها إشعار بإشارة من الفيس بوك أنها هي التي فازت بالمسابقة وعلى الرغم من سعادتها بعلمها الصغير المكون من سريرها ولوحاتها وأدوات الرسم وهاتفها إلا أن ۏجع تلك الوصمة التي وصمتها للأبد لا يفارقها مهما سعدت بإنهاء عمل لها أو بإعجاب الجميع بما ترسمه إلا أنا غصة تلك الوصمة لا تفارقها رفعت يدها تتحسسها كعادتها كل يوم وكأنها تذكر نفسها أن آلاف الإعجابات التي تنالها عبر الإنترنت ماهو إلا إعجاب فقط بما تخطوه يدها وإن رأوها حقيقة لن ينالها إعجاب واحد من هؤلاء.
أتاها إشارة أخرى فتحتها وجدت من تميم عمران محتواها لابد التواصل مع إدارة الجروب للحصول على الجائزة
ردت اتواصل مع مين 
أجابها سنتواصل معكي نحن 
وخلال لحظات فتحت الدردشة وجدت منه رسالة ألف مبروك ياآنسة سدن تستحقيها عن جدارة 
ردت الله يبارك في حضرتك متشكرة
كتب أنا من أشد المعجبين بأعمالك 
ردت شكرا
كتب لكي عندنا جايزة وعايزين تيجي تستلميها
توترت ثم كتبت آجي فين مينفعش طبعا
ابتسم وكتب أصل جايزتك فوتوسيشن هدية من العبد لله وده هدية مني لك وفي أحسن مكان تختاريه 
زادت
حړقة تلك الغصة التي لا تفارقها فابتلعت الدموع التي تحجرت في عينيها وكتبت لا متشكرة ومتنازلة عن الجاية مع السلامة
شعر بخيبة وكتب طب استني ماأنتي ممكن والدتك أو والدك أو أي حد يجي معاكي لو خاېفة
أغلقت هاتفها ووضعته بجوارها دون رد وانزلقت تحت الغطاء هاربة من مواجهة حقيقة ټحرقها كل ليلة.
انتهت مراسم الډفن والعزاء ولم يتبقى سوي أمه وأخواته يجلس في عالم آخر لم يشعر بمن حوله تأبى عيناه أن تبكي ويأبي قلبه أن يرثي إمرأة لم يعرف الحب سوي بين يديها ولم يعرف للسعادة معنى سوي من نظرة عينيها ذاك الحب الذي حمله لها قلبه يأبى عقله الآن أن يبكيها بل يلومها على ضعفها والإنسحاب من حياته هو وولديه كيف لها أن تفعل ذلك وتهرب من عالمهم بكل سلبية واستسلام
وخضوع!!.. كيف إستطاعت أن تمزق قلب أحبائها وتجعل ڼار فراقهم تحرقهم مدى الحياةتذكر رسالتها الأخيرة التي أرسلتها قبل انتحارها بلحظات والتي كتبت فيها
سامحني يا ياسر عارفة إني تعبتك معايا كتير وظلمتك أنت ويزن ويزيد وأنت استحملتني ونفسك إني أرجع صبا حبيبتك بتاع زمان بس للأسف مۏت ماما وصهيب قتلني معاهم عشان كده أنا هروح لهم هما أكيد بيستنوني وده أحسن ليا وليك بس ليا رجاء عندك دايما فكر يزيد ويزن بيا وأوعي في يوم تصغرني في عيونهم وأنا عارفة أنك أهل لده سلام ياحبيبي 
تنهد بۏجع وبعد تفكير عميق استرد قوته والټفت حوله ليجد أمه وأختيه احمرت عيونهم وتورمت جفونهم من شدة البكاء وأخيه يجلس في حالة يرثي لها فنهض واقترب من أمه تلك السيدة الوقورة التي تجاوزت الستين عاما ولكن هيئتها القوية التي لم تغيرها السنين مازالت تميزها ومال عليها قائلا ياللا ياأمي.. قومي خلي يمني تروحك الجو برد وكمان آسر محتاج يرتاح
قالت أمه بصوت حزين أنا مش هسيبك ياحبيبي.. هقعد معاك.
ربت على كتفها وقال ببعض الحزم اطمني ياماما أنا كويس.. كلكم هترجعوا بيوتكم وياسمين هترجع عشان الولاد عندها وأنا بكره هروح أجيبهم 
نهضت ياسمين واقتربت منه ثم جذبته بعيدا عن الجميع وقالت بحنان أنا مقدرة ياياسر حزنك وزعلك ياحبيبي.. بس قدر احنا كمان قلقنا وخوفنا عليك.. و متقلقش ع الولاد أنا هكلم واحدة صاحبتي هتجيبهم عشان مايقلقوش من بعدك 
نظر لها نظرة ضائعة وقال بشرود صدقيني أنا مش زعلان ولا حزين ده قضاء ربنا ونفذ وأنا راضي به
نظرت له تحتضنه بعينيها وقالت بصوت حاني هون على نفسك يا ياسر أنا عارفة إن صبا ماټت منتحرة وأنت متعمد تخبي ده.. بس ياحبيبي ادعيلها ان ربنا يغفر لها
احتدت ملامحه وقال بتوسل ياسمين لو سمحتى اقفلي ع الكلام ومش
عايز حد يشم خبر بكده.. مش عايز ولادي يكبروا ويعرفوا إن أمهم كانت بالضعف ده
مسحت على كتفه بحنان وقالت متقلقش ياحبيبي انت ابني وعيالك عيالي وأنا هخاف عليهم زيك بالظبط بس ادخل ارتاح وسيب اللي يقعد يقعد واللي يمشي يمشي 
الفصل_الخامس
ينام يستلقي جالسا على سريره القديم في غرفته في منزل والديه الذي تركه منذ حوالي عشرون عاما ليتزوج بفاتنته التي أسرت قلبه منذ النظرة الأولى لها مازال يتذكر هيئتها أول مرة التقاها وهي تدخل مكتب المحاماة الذي كان يعمل فيه تحت التمرين بكل اختيال رغم ضآلة جسدها ونحافته الذي ظهر في ذلك السروال الأبيض الضيق والكنزة الحمراء القصيرة وطولها الذي لا يتجاوز المئة وستين سنتيمترا ولكنه يبدو أطول من ذلك فضلا عن الحذاء الأحمر الذي ترتديه ذو الكعب العالي ولكن رأسها مرفوعة بخيلاء تلك الرأس التي تحمل شعرا مموجا بلون القهوة
تم نسخ الرابط