حي المغربلين
المحتويات
أعمل إيه في قلبي جالك جري...
جلست على مقعد قديم مركون على سطح المنزل بجوار شقة أزهار الصغيرة جلس بجوارها قائلا ببعض الحدة
_ يا بت بقولك كلام حلو يكون ردك دبش أعمل ايه يا ربي قلبي حب واحدة متخلفة المفروض أقولك وحشتيني تقولي و أنا كمان بحبك و انا كمان هفضل أعلم فيكي لحد امتا!
ضحكت ضحكة بسيطة الدلال عنوانها ثم حركت كتفها بلا مبالاة مردفة
_ حيلك يا عم الحاج كلام حلو و موضوع و أنا كمان ده لما تبقى جوزي مش دلوقتي خالص.
الصغيرة تلعب بمشاعره بكل احترافية و هو الأحمق كل تفكيره مع ضحكتها التي خطفت قلبه من مكانها بأقل الجهود اقترب منها بمسافة قليلة إلا أنها بالنسبة لها أكثر من مهلكة تضغط على الوتر الحساس لديه و الآن دوره ليلعب معها حدق بعينيها يسحرها بطريقته الخاصة هامسا بصوت أجش
بخجلها الفطري أعلن انتصاره عليها ليقول مكررا طلبه
_ قوليها عايز أسمعها منك..
_ بحبك...
آه
و ألف آه على حلاوة و لذة تلك الكلمة كتم أنفاسه لعدة ثواني يستمتع بترددها داخل أذنه فقط بنظرات تفيض بها المشاعر الملتهبة حرك شفتيه بمتعة
_ الله على جمال الكلمة أنا كمان بعشقك پجنون يا فريدة...
إلى هنا عادت الحمقاء إلى أرض الواقع من جديد و سقطت معها أحلامها أرضا لتحسم أمرها قائلة پخوف
_ عابد أنا من زمان كدبت عليك في حاجة مهمة و لازم تعرفها دلوقتي عشان نبدأ حياتنا من غير كڈب...
_ و لو معرفتش أنا اللي هخسرك....
______شيماء سعيد______
بقصر المسيري...
أخذت أزهار تتجول بالمكان و كأنه بالمعنى الحرفي بيت أبيها دلفت إلى المطبخ معدتها تحارب من أجل البقاء تكاد ټموت جوعا لتلقي عليها الخادمات نظرات مستفزة بالنسبة لها حركت شفتيها لهم بطريقة أكثر استفزاز قائلة
_ ايه اللبس ده معقول القماش زاد مش سعر الطماطم لدرجة انكم تنسوا تلبسوا بنطلون!
جاءت إليها كبيرة الخدم
التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء قائلة
أجابتها أزهار بدهشة كبيرة
_ أنتي مين يا ولية أنتي... اللي أعرفه إن أمه مېتة و أكيد مش متجوز واحدة في سن جدو دورك إيه في البيت هنا...
رفعت السيدة زينب رأسها بشموخ قائلة
_ Im the head of the house..
مرت لحظات و أزهار صامتة لا تبدي أي رد فعل لتزيد الثانية من فخرها بنفسها المفهوم الخطأ المرتبط بالفقر هو الجهل رفعت أزهار رأسها مردفة بقوة
_ مديرة البيت يعنى على فكرة أنا معايا ثانوية عامة و كمان الأولى على مدرستي يا خالتي و بعدين أنتي فخورة بنفسك كأنك شغالة في السفارة كدة ليه أما عجايب مش أنتي زينب بنت فتحية بتاعت الفراخ!
_ أنتي واحدة قليلة الأدب بتعملي إيه هنا أصلا.. ليا كلام مع فاروق بيه لما ينزل من فوق...
_ زينب...
صوته القوى أربك الجميع و أخفضوا رؤوسهن إلا هي لا تعلم لما هيبته غمرت قلبها بالسعادة
لأول مرة وقف بجوارها جسده على بعد خطوة واحدة من جسدها و عينيه تقرأ أفكارها بشكل جيد أشار إلى السيدة زينب بالاقتراب قائلا
_ في أقل من دقيقة تكوني اعتذرتي من أزهار هانم مش مسموح لأي واحدة فيكم بالرد عليها أو حتى ترفع وشها فيها و بالنسبة للهدوم أزهار هانم معاها كل القرارات في إدارة القصر يعنى الزي ده يتغير حالا و تلبسوا حاجة تخفي جسمكم....
هل قلبها دق الآن أم أنها تعيش بدنيا الوهم سارت معه مغيبة يحركها كما يشاء حتى وصل بها إلى غرفة السفرة جاذبا لها المقعد المجاور له ثم جلس على مقعده قائلا بابتسامته المخصصة لها
_ يا رب الشوكولاته تكون راضية عني دلوقتي! طلباتك أوامر...
لم تخجل فهذا ليس
من طبعها أو شخصيتها بل وضعت ساق على الآخر قائلة ببرود
_ بقولك إيه يا عم النحنوح أنا مش زي ما دماغك
متابعة القراءة