حي المغربلين
المحتويات
رجل بالعالم.
على الاريكة الأخرى كانت نجوى تتابع الموقف بسخط كبير حنان يجعلها لا تطيق العيش بينهما ابدا كل ما تريده الآن خروجه من المنزل حتى تبدأ تلك السيدة بالأعمال المنزلية و تقوم هي لتتحدث مع أصدقائها و تتابع عملها.
_ مش ناوية تحضري الفطار من ايدك الحلوين دول يا ام يوسف!..
_ عنينا يا أبو يوسف.
قالت جملتها بسعادة حقيقية بعد الفطار سيذهب من هنا و تستطيع هي التعامل بحرية مثلما تشاء ألقى عليها السيدة صباح نظرة سريعة زوجة إبنها تصرفاتها غريبة.
سند والدته إلى مكان الطعام لتضع يدها على رأسه قائلة بحنان
_ ربنا يرضى و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا.
_ انتي عارفة يا ست الكل كلامك ده و الكام دعوة دول سبب باب الرزق اللي اتفتح ليا النهاردة..
سألته نجوى بلهفة
_ باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
_ ده يا ستي رجل أعمال كبير في البلد عنده اخت المذيعة اللي اسمها هاجر علوان أخته من أمه اللي انتي ياما قاعدة طول النهار على البرنامج بتاعها بېخاف عليها و عايز واحد ابن بلد يبقى معاها طول اليوم خصوصا أن البرنامج ده بيجيب لها مشاكل كتير.
أبتسمت السيدة صباح بسعادة كبيرة أخيرا سيبتعد ولدها عن عمله الذي لا يأتي إليه إلا المشاكل قائلة
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
_ و
انت بقى هتقعد معها طول النهار يا سي كارم! بقى طول النهار هتكون مع
الست اللي بتلمع في الضلمة دي تقع في شبكها لا يا خويا مفيش احلى من شغل الحارة أنا راضية بيه.
قهقه بصوته كله من غيرتها الدائم عليه بأبسط الأشياء مچنونة بحالات متقلبة أحيانا تعشقه و أحيانا أخرى تفر بلا اي أسباب صمت قليلا ليستطيع أخذ أنفاسه المسلوبة منه ثم اجابها بهدوء
_ هو كارم مهما شاف
ستات يقدر يشوف واحدة ست في جمالك و حلاوتك يا أم يوسف بس ده شغل يا بت اكل العيش حاجة و الحب حاجة تانية في القلب يا بت.
عودة مرة أخرى لفارس المهدي.
نزلت ببصرها على نفسها لتغلق عينيها سريعا لا تصدق أنها بفراش رجل غير قادرة على رؤية ملامحه واضحة مع عتمة المكان.
إلى عالم النهاية.
_ سبني أخرج من هنا لو سمحت كفاية أوي اللي حصل.
_ هتروحي فين الساعة اتنين أهدى أنا أكيد بعد اللي حصل مش هتخلي عنك إلا لما أعرف حكايتك ايه بظبط.
بكل قوتها ابتعدت عنه قائلة پغضب
_ ابعد بقى حكايتك إنتهت اسمي بقى .
شيماء سعيد
الفصل الرابع.
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
تركض بالطرقات بلا هوية أو هدف خائڤة من عتمة الليل و المكان الخالي من المارة لا تعلم أين هي أو إلى أين ستصل أنفاسها تتصارع مع صداع رأسها عينيها غارقة بالدموع.
عصت الله و أضاعت ثقتها بنفسها و ثقة جليلة بها نظرت للمكان حولها أخيرا هي أمام بيتها و لكن كيف ستدخل.
أزالت دموعها بطرف أصابعها ثم صعدت إلى شقتها حمدت الله ألف مرة على عدم وجود أحد مستيقظ بالحي.
تتقدم خطوة إلى الأمام و ألف خطوة للخلف حتى فتحت باب المنزل لترى جليلة و أزهار و فتون بالصالة.
أغلقت عينيها لا تريد أن ترى نظرة الخذلان بعين إحداهن إلا أنها تفاجأت من عناق جليلة لها مردفة بندم
_ حقك عليا يا نور عيني كدة يا فريدة جليلة تهون عليكي و تروحي تنامي عند أزهار.
إلى هنا و قدرتها على التحمل إنتهت سقطت دموعها أكثر و أكثر مع ارتفاع شهقاتها هذا الحنان يشعرها بالنقص ضمت نفسها إلى شقيقتها أكثر تخفي نفسها من نظرات الجميع بين أحضانها.
زاد شعور جليلة بالندم و أخذت تمرر كفها على ظهر فريدة مردفة
_ أهدي يا فريدة.
ابتعدت عنها قائلة
_ أنتي اللي حقك عليا يا جليلة مش أنا عايزة أكون
متابعة القراءة