روايه اسلام بقلم ساره منصور
المحتويات
من رقمها فاسرع بطلب رامي عدة مرات ولم يجيب
ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى
_ خييير فى حاجه
قالها رامي وهو يقود سيارته فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة
فقالت ياسمين وهى تتنهد
_ مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي عمى هيقول عليا ايه لو عرف
_ مالك يابني خاېف كدا ليه وعمك هيقول ايه يعني غير أنك مع صحابك
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد
لم تتوقف عن أكل شفتاها من القلق والنظر فى عقارب الساعه فى شاشة السيارة حتى تسرب اليها شعور النوم
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا يمتزج مع رائحة الصباح تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر
_ اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى أنت فاهم هتفت بها ياسمين الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته
_ أمسك التلفون دا عشان اعرف اوصلك
_ ايه دا لا طبعا مش عاوز أنا كنت هشترى اساسا
_ بس بقي ياعم أمسك ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه
وبعد أن خرجت من السيارة تابعها رامي بغرابة وهو يقول
_ أمرك عجيب يااسلام بس لازم عيوبك دي تتصلح
هتف بكلمته الاخيرة
وهو يدير مقود سيارته
صعدت ياسمين الى غرفتها وقد علمت أن عمها خرج الى عمله فدخلت غرفتها وهى تتنهد براحة وتنظر الى علبة الهاتف الجديد وهى تبتسم
جلست على فراشها
وبدأت تفتح علبة الهاتف ولم تنتبه الى الذي يجلس على الفراش مقابلا لها
_ مشفتش حد متسامح مع نفسه أكتر منك
مرت الكلمات على اذناها پصدمة لتلتفت بړعب اليه حتى خرجت شهقة من ثغرها وهى تراه جالسا على فراشها باريحيه
_ أنت نسيت ان دا بيتي وانت مجرد لاجئ هنا جبت الجراءة دى منين ولا عشان فاكر لما اعرف بحالتك دي هشفقك عليك دا أنا
ردت ياسمين مقاطعة
مش هسمحلك تكلمنى بالاسلوب دا أنت فاهم
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف الخاص بأدم فنظر الى المتصل فقال
_ حظك حلو انى مش فاضيلك اسمع لازم ترجع الفلوس دي لرامي ايوة رامي مالك مصډومة كدا فكراني مش هعرف
ولمى نفسك
قالها وهو ينظر اليها بضيق ساخر وهى فقط تنظر اليه باستحقار وتقول
_ أنت فاكر رامي زيك
التمعت عيناه عند تلك الكلمة ليتأكد مما كان خائڤا منه فقال هامسا بسخرية وهو يقترب
_ وانا منتظر اشوف ردة فعله
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة وضغط على عدة أزار به حتى وصل اليه رنين فى هاتفه وهى تتابعه بغرابة
ثم ألقى الهاتف على الفراش وأردف
_ الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب هى واخواتى بمعني
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها غير بإذني
قالها وهو يشير بهاتفه اليها ويخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة
زفرت ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل تتقيئ لاتستطيع التحدث مع أحد تنام على الفراش ولا تتحرك عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة لكن حواسها كلها تنصت لما حولها
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم
_ مين
_ ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم
_ مش هقدر يارامي أنا تعبان اووى
_ أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل فريق ولازم تيجي
_ خلاص خلاص هاجي
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها
فلم تعد تحتمل ۏجع قلبها الدائم ولم تعد تتحكم فيه فقط يزداد أكثر مع مرور الايام
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله
متابعة القراءة