روايه اسلام بقلم ساره منصور

موقع أيام نيوز

ثم جلس مقابلا لها 
_ ها ايه رايك 
_ المكان هنا جنة أنا لو مكانك أجى هنا على طول 
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا وقال 
_ شكلك مكتئب زيى يترى ايه اللى عامل فيك كدا 
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها لكن الخۏف من رده فعله وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر فان نفر منها أيضا الى اين ستذهب فلا يوجد لديها أى أصدقاء 
فأردف رامي وهو يتابع صمته ونظرات عيناه المريبة 
_ قولى يااسلام لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف هتعمل ايه 
هتعيش معاها ولاتسيبها ولا تتجوز عليها 
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
_ لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه 
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب فأردفت ياسمين 
_ هاه سبحان الله مافيش حاجه كامله فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص 
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها على حزنها بأن الجميع لديه حفرة يخشي أن يسقط فيها وينفر منه الجميع 
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر 
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها 
_ دى بقي توفى أختى الصغيرة 
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ونست تماما أنها أمامهم شابا يريدون أصطياده لتلك الفتاة 
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة 
_ توفى معتيش تاكلى موز هتبقي قردة 
قالها رامي وهو يغمز لها وينظر الى اسلام بنظرات لم يفهما هو 
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر
والطيور التى تذهب الى عشها مودعة النهار 
ومع دخول الليل اخذ رامى اسلام الى البيت المجاور لبيت جده 
_ البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات منساش ابدا بنت اسمها تونة كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان أأأه كانت ايام الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه 
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
_ تيييييت همه البنات 
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح أكثر شئ يستمتع به فانتفض مسرعا الى تلك الارجوحة القديمة 
وهتف الى ياسمين 
_ تعالا
زوقنى بسرعه 
_ يعني بتاع بنات وتافه كمان 
قالتها ياسمين وهى تسرع اليه وتقوم بدفع الارجوحة 
_ زوق حلو يابني عملى فيها راجل 
فى تلك اللحظة قامت ياسمين بدفعه بقوة فأردف 
_ ايوة كدا 
أأأه تعرف يااسلام أنا أول ماشوفتك واحنا صغيرين قولت فى نفسي الولد دا نايتي وكنت بتستفزنى أوى وانت بتتكلم كنت شبه 
يلا بلاش عشان متزعلش 
شردت ياسمين الى الوراء فتذكرت الماضي كله فارتسمت ابتسامه على وجهها پألم وقالت 
_ ودلوقتى لسه شبهم 
_ مممم شوية انا بحب اقولك الصراحة دايما 
تنهد رامي وقد باد عليه الحزن وقال 
_ تعرف يااسلام أبويا حرمني من الورث وبيقولى هيعطي كل حاجه لسيف 
_ أكيد زعلته هتلاقيه لحظة نرفزة 
_ تعرف اللى وجعنى أووى 
حياتي كلها بقت صعبه ومراتى شيلانى أووى 
تعرف يااسلام لما عرفت أنى أنا 
أنا 
أنتبهت ياسمين الى تغير نبرة رامي الى الحزن فكانت تعتقد أن رامي حياته كلها سعادة ولايوجد به أى شئ يجعله يحزن أنتظرت كلمته الاخيرة بأذن صاغية وهى ماتزال تدفع الارجوحه 
فأردف رامي 
_ أنى مبخلفش 
علمت أن
الدموع تسقط من عيناه وان كان يدير ظهره فنبرته تكشف مكنونها 
فتساقطت الدموع من عيناها اثر صډمتها فأشفقت عليه حاولت أن تقول بعض الكلمات لتجعله يهدأ لكن شعرت أنها هى من تحتاج 
فارتعشت شفتاها ولم تستطع ان تتحدث 
_ تعرف مراتي قالتلى ايه لما عرفت 
هتستغرب اووى 
أنها مش بتحب الولاد وانى أنا عندها أحسن من اى طفل صعبت عليا أووى أن أنا حكمت عليه بحاجه زي دى بس بجد ڠصب عنى 
أنا مكسور أوووى يااسلام ومش عارف أعمل ايه 
_الطب اتقدم دلوقتى وبقي فيه علاج متعلمش بكرة هيبقي فيه ايه 
تنهد رامي تنهيدة طويلة ومن ثم قال 
_ ماتزق كويس يابني دا لو جبت فرخه هتزقنى حلو 
_ لو سمحت تعرفوا ألاقي أى سوبر مركت قريب من هنا 
هتفت بها فتاة من أمام المنزل المجاور لينظر رامي واسلام اليها ليروا أنهم فتاتان يتمشان على البحر 
فتوقفت ياسمين عن دفع الارجوحه ليصل اليها همس رامي وهو يقول 
_ أنا البنت الشقرا وأنت التانية ولا أقولك سبهوملى عشان أنا حجزك لاختى 
وقفت ياسمين كالرمح الصاډم تنظر اليه بدهشه فكزت على أسنانها مما زاد دفعها للأرجوحة بقوة حتى سقط على الارض مباغتة ويئن من الالم 
_ بابا أنا فكرت فى الموضوع دا كتير قبل ماأجى ياريت تتفهمه 
_ خير ياادم اتمنى ميكونش خاص بياسيمن عشان مش هسمحلك ټأذي البنت كفاية 
فقال مقاطعا 
_ متقلقش دا فى صالحها هى بنت عمى برضه 
أنا شايف الاصلح ليها أنها تسافر بره 
_ أزاى يابني ونسبها لوحدها هى محتاجة فترة نقاهة وأننا نكون جنبها 
_ مش هتكون لوحدها هنشوفلها حد تتجوزه 
_ مالك كدا بتتكلم بثقه طريقتك دي مش عجبانى كمان صعب جدا ان حد يوافق بحالتها متوجعش قلبي أكتر 
_ ماهو عشان
تم نسخ الرابط