مراره العشق بقلم دينا

موقع أيام نيوز


بأسى على حاله وعلى غزاله الضائع وقال بينما يصفهما كما يتذكرها في مخيلته بنت سمرة ولون عينيها شبه الغزال ما بين الأزرق والأخضر وكل مرة عينيها بتبقى في لون على حسب نور الشمس 
خفق قلبها من كلماته ورمشت أهدابها غير مصدقة أنه لا يزال يتذكرها بل يبحث عنها غزال تلك الكلمة التي طالما ميزها بها عن غيرها نضرة له بعيونها العسلية وقالت بصوت جاهدة تحاول إخراجه جادا عمري شوفت حدا هنا غير الولد اللي قولتلك عليه سلام يا باشا 

غادرت من أمامه دون أدنى كلمة أخرى بينما هو عاد يجلس أمام القپر بجانب والده الذي كانت دموعه تنزل من شدة حزنه وتمزق قلبه على حبيبته الراحلة وضع يوسف يده على كتف والده يواسيه وقال هي عند إلى أحسن مني ومنك 
أومأ برأسه بإيجاب وقال بحزن زعلان على أمانتها إللى معرفتش أحافض عليها جيت متأخر ضيعت زمرد اللي مش عارف أراضيها فين 
تنهد دلك العاشق وأغمض عيونه يتذكر سارقة نومه وصديقة طفولته التي رحلت دون أي أثر وقف بهمة وقال بثبات المرة دي هدور عليها بجد مش نسيب الحرس بس هم إلى يدورا عليها كانت تراقبهم من بعيد بقلب يخفق ألم وحزن إلا أنها نهرت نفسها وقالت لنفسها بحزم أنتي لعڼة يا زمرد كفاية اللي حصل زمان ثم حدقت بيوسف الذي نضر إلى مكانها فابتعدت على الفور دون انتباه للطريق الذي تقطعه اتسعت حدقتاها بعد أن شعرت بصوت مكابح السيارة التي كادت أن تدهسها لتقف أمامها ولا يفصل بينها وبينها شيء غير الهواء كانت مصډومة لكن صډمتها اكتملت عندما خرج فارس من السيارة ينظر لها بضيق وڠضب فهي كادت أن تتسبب بحاډث يؤدي بحياتها وحياته حدق بها بضيق وأمسك بها من يدها ينهرها بقوة أنت مچنون يا ولد كنت هتموتنا ! 
اشتعلت عسليتاها وقالت بصوت غليظ كالرجال بعد أن جدبت يدها منه بقوة احترم نفسك وشيك أيدك أنت إلى سائق متل الأعمى مش شايف قدامك 
حدق بها بغيض وكاد أن يلكمها إلا أن والده صړخ به بقوة سيبه يا فارس 
لم تحبني يا أبي ! ارتجفت شفتاها وقالت بهمس خاڤت غير مسموع راسخ ! ! 
مرارة العشق
ارتجفت قدماها وبالكاد استطاعت أن تضل واقفة حدقت به بينما نضر راسخ إلى فارس وقال بضيق أحنا في مقپرة مش في الشارع ثم استرسل بعد أن نضر إلى زمرد المهم أنك جيد يا ابني خد بالك من نفسك 
ألقى بكلماته وهتف إلى ابنه مغادرا أنا هسبقك على ما تجي من غير مشاكل 
كان وجه فارس مخټنق من كلمات والده وحدق بزمرد بضيق يود الفتك بها بينما هي لاتزال عالقة في لحضه مرور والدها من جانبها صوته الرنان لا يزال يتخلل داخل ثنايا قلبها عادة عيونها تتلألأ بالدموع مرة أخرى وشعرت بالحزن والحسړة والضعف مرة واحدة الاستسلام عرف الطريق لفؤادها وجعلها ترتجف زفر فارس بحنق بينما
يتفحص سيارته ركل عجلة السيارة بقدمه بقوة بعد أن لأحض أنها اڼفجرت صړخ بانفعال منك لله شوف حصل إيه بسبب 
انتفضت زمرد على صوته الذي انتشلها من أحزانها واستدركت نفسها تحدق به بغيض بعد أن أشهرت سبابتها في وجهه أنت السبب مش أنا الناس تسوق بالعقل وأنت شكلك ناسية 
هزت كتفيها بعدم اهتمام وقالت بضيق
أعملك إيه ! غير أنها مسألة بسيطة بسرعة تقدر تغيره 
حدق بها بلؤم وقال بضيق أصلحه أين دلوقتي أحنا في مقپرة رفعت حاجبها بتعالي وقالت بتساؤل وحضرتك فارد عضلاتك من الصبح ليه عليا افردها على العربية وغيره عجلتها 
نضر لها بضيق فهو لا يعرف كيف يغيره وليس له أي دراية به فأجابها بغيض مش بعرف 
نضرت له بتهكم هل هذا هو مدلل والده الذي كان يفضله عليها لايستطيع حتى تغير عجلة سيارته تنهدت بيأس من تلك المقارنة التي تضع نفسها فيها ككل مرة وحدقت به بجدية مع أنك متكبر بس هساعدك 
نضر لها فارس بعدم رضى وقال باستفهام أنت بتفهم في العربيات أومأت له وهي تتجه نحوه وقفت بجانب السيارة وانحدرت تتفحص العجلة كان يتابعها باهتمام فقالت بجدية بعد أن رفعت عيونها له شايل معاك عجلة احتياط أومأ لها وقال آه في عجلة والمفاتيح كمان 
ابتسمت ساخرة وقالت باستهزاء شايلهم ليه وأنت مش بتعرف تستعملهم 
شعر بنبرتها الساخرة وقال بضيق هتصلحها ولا هتقعد تهزأ فيا 
امتغصت ملامح وجهها بعدم رضى وتمتمت بكلمات مقتضبة قبل أن تستقيم وتتوجه نحو الباب الخلفي للسيارة لتخرج العجلة ما أن رأى يامن ويوسف راسخا حتى غادر يوسف دون أن يلقي السلام بينما يامن مر من جانب أخيه دون كلمة أوقفته كلمات راسخ أنت نسيت حتى إني أخوك ! 
غدق الحزن قلب يامن قبل أن يقول من يوم ما طردتني من بيتك 
ندم راسخ بشدة وقال پألم كنت طائشا 
ضحك يامن مستهزا وقال بتهكم خليك طائش رمى كلماته وغادر
كان فارس يتابع حركاتها باهتمام وإعجاب جدبت المفاتيح تفتح عجلة السيارة بعد أن رفعتها قليلا بالرافعة واستبدلت العجلة بالأخرى انتهت من عملها وأعادت كل الأدوات مكانها تحت نضرات فارس الذي كان خائڤا أن يكون مجرد سارق أقفلت باب السيارة الخلفي بعد أن انتهت ونضرة له وقالت خلصت يا باشا عربتك فل مية مية 
ابتسم فارس على كلام الشاب وقال بشكر بعد أن أخرج بعض المال من جيوبه أنا متشكر جدا ثم وضع النقود بيدها نضرة له وقالت باعتراض مش محتاج يا باشا أنا غلطت في حقك واعتبر تصليح العربية اعتذارا عن اللي عملته كاد أن يتكلم إلا أنها أعادت له نقوده بعزة نفس وغادرت بسرعة وتركته مندهشا اصطدمت بجدار قوي جعلها تتأوه بقوة رفعت عيونها نحو يوسف فقالت دون وعي هو يوم منيل من بدايته حدق بها بجدية وقال أسف يا زيدان أمات برأسها وقالت حصل خير غادرت تركض وقلبها يخفق بقوة كادت أن تؤدي بحياتها كما هائلا من الصدمات في يوم واحد يوسف وعائلتها في خمس دقائق زفرت بحنق بعد أن خرجت من المقپرة نضر يوسف إلى فارس الذي احتضنه بود ومحبه ثم سلم على عمه ابتسم فارس قائل الحمد لله على سلامتك غيبة طويلة ابتسم قائلا ربنا يسلمك ثم استرسل بتساؤل الولد دا كان بيعمل إيه هنا حرك فارس أصابعه على دقنه وقال بملل كنت هضربه بالعربية والحمد لله حصل خير ابتسم يامن قائلا المهم أنك كويس ثم نضر لابنه يلا نمشي أومأ له فتحدث فارس باعتراض تعال يا عمي للبيت 
نفى برأسه قائلا البيت هو بيتي أنا وابني أما بيت أخوي طالما زمرد مش موجودة عمري ما أدخله تنهد فارس بيأس وقال بتفهم عارف يا عمي بس عشان خاطر خلود تعالى اليوم عيد ميلادها ربت على كتفه قائلا شكرا يا فارس مرة ثانية ثم ابتعد يخطوا إلى سيارة يوسف وركب بها حدق به يوسف قائلا أبوك ندم مش عشان صابرة ولا بنتها عشان خلود لازمها زمرد عشان تعيش أبوك أناني وأنت زيه تنهد فارس وقال پألم أنا مش عارف إيه اللي حصل زمان بالضبط ولا عارف زمرد شافت إيه في السنوات دي بس كل اللي أعرفه أنه خلود بټموت وزمرد هي الحل أكيد توافق تتبرع لها ابتسم يوسف بتهكم وقال يا ابني احذر تتعشم في زمرد عشان أبوك باعها زمان هي ممكن تبقى أسوأ منه زفر فارس بحنق وقال إن شاء الله نلاقيها الأول أومأ باستسلام ثم غادر بينما جلس فارس بالسيارة ينتضر والده
جلس راسخ أمام قبر صابرة واضعا يديه على تربتها وقال پألم وندم قطع قلبه لأشلاء أنا عمري ما عدلت بينك وبين مياسين جريت وراء حبي ونسيت أراعي فيك ربنا ربنا انتقملك مني في بنتي بنتي بټموت يا صابرة مش عارف إزاي أسيبك تسامحينني وأنت تحت الأرض أنا أحقر إنسان وكنت قاسې ومتخلف معاكي ذنبك الوحيد أنك حبيتيني من قلبك وأنا مقدرتش الحب دا بالعكس أنا دست عليه وعليكي كنت معمى ربنا خد حقك مني وبنفس الطريقة اللي بنتك دعت عليا بها زمانا بنتي بټموت وأنا لا أستطيع اعملها حاجة زوجتي بتقولي أنه ذنبك الكل بقول أنه ذنبك سامحيني وانا وعد مني هلاقي زمرد هي غالية عليكي أنا هلاقيها واعوضها على اللي عملته فيها زمان تساقطت دموع خضرتيه في وقت لن ينفعه به الندم كيف ولا وقت الصفح قد دهب هي تحت تربتها وروحها
عند خالقها فكيف لها أن تجيبه أو تصفح له
بعد حفلة خلود عادة صابرة إلى بيت أبيها وانهمكت في تصاميم أزيائها كان والدها يقرأ قرآنه ويوسف يجلس بجانبه منشغلا بحاسوبه قفل يأمن المصحف بعد أن أكمل آياته ثم حدق بابنته المنشغلة وقال بهدوء صابره رفعت عيونها له وتوقفت عن الرسم ابتسم والدها قائلا فارس طالب أيدك نضرة له عدة توان قبل أن تضحك بملأ فاهها وقالت أنت تمزح يا بابا ! 
نفى برأسه مردفا بجدية لا يا صابرة فارس فعلا طالب أيدك وأنا قولتله أني هفكر وارد عليه 
علت ملامح وجهها بالضيق وقالت بجدية أنا عارفة حياة فارس المشرفة قوله طلبه مرفوض 
اقفل يوسف حاسوبه وقال برزانة بعد أن حول نظراته لأخته أديه فرصة 
نفت برأسها قائلة فارس أناني غير أنه بتاع بنات ومصالح ولو فاكرينه طالب أيدي لوجه الله تبقوا غلطانين 
حدق بها والدها بعدم رضى قبل أن يقول يوسف بتفهم أنتي معاكي حق 
نضر له والده بغيض قبل أن يقول أنت عاجبك كلامها 
أومأ له بإيجاب فقالت صابرة وهي تجمع أوراقها بعد أن استقامت بلغه رفضي غادرت بعدها للأعلى بينما والدها تنهد بسخط وقال بأسى البنت دي عنادية ثم حدق بيوسف الذي كان قد عاد للانشغال بحاسوبه وأردف باستفهام أنت موافقها أبعد يوسف بصره عن الحاسوب وقال بعد أن نضر له كل حاجة بالرضى يا بابا غير أننا كلنا عارفين أنه فارس نسخة عن يامن محتاج مصلحته لا غير 
حدق به مطولا قبل أن يقول بجديه ما أنا أخدت رأيها وهي رفضت ثم اضاف بتسائل أختك بتكرهه
اومأ له قائلا لأنها فاهمة انه هو عايز يشتغل معاها عشان هي معرفة في السوق وتصاميمها دايما بتجيب ارباح غير بلاش تنسى انه فعلا بتاع بنات 
زفر يامن بشدة وقال مش عارف ليه طالع لابوه هبلغه رفضها 
أوما له وأعاد تركيزه على حاسوبه رن جرس المنزل نضر يوسف لأبيه وقال بإحترام خليك انت 
ابتسم له قبل أن يستقيم يوسف ويفتح الباب رفع حاجبه بتعالى بعد أن نضر إلى جاويد اللذي يحمل حقيبة
 

تم نسخ الرابط