روايه قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه
معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة .. لماذا يشعر بأن مريم مازالت تخفى عنه الكثير .. لماذا شعر وهو ينظر فى عينيها بأن هناك سر خطېر تخفيه .. سر أكبر من أمر أخوه الذى لم يعلم عنه شيئا طول تلك السنوات التى ظن فيها أنه مېت .. يجب أن يكتشف الحقيقة .. يجب أن يرغم مريم على اخباره بكل ما تعرفه .
أنا ماشى
فى المكتب شعر الجميع بتوتر مراد وعصبيته فى القاء الأوامر على الموظفين .. حتى طارق لم يسلم من تلك العصبية .. صاح مراد
قال طارق بهدوء
انا مليش ذنب يا مراد وبعدين راجلنا اللى فى الجمارك بيقول ان التأخير
على الكل
صاح مراد پغضب وهو يلقى بأحد الملفات على المكتب بعصبيه
وراجلنا ده مش قادر يتصرف .. وهى دى أول مرة نشحن فيها .. عمرنا ما اتأخرنا كده .. هو لو مش عارف يعمل شغله يقول واحنا نشوف حد غيره يعرف يمشى الشغل
نظر اليه طارق قائلا
مراد انت مالك فى ايه بتشاكل دبان وشك ليه .. الراجل مغلطش وقولتلك التأخير على الكل
مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها .. وذات مساء عاد مراد الى البيت ودخل غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه .. قالت ناهد بدهشة
قالت نرمين
أنا كمان لاحظت كده
قالت سارة
أكيد مشاكل فى الشغل .. انتوا عارفين مراد أى حاجه تهمه بياخدها على أعصابه
شردت مريم وهى تشعر بالضيق .. ترى لماذا هو غاضب .. أغاضب لأنه لم يكن يعلم بأمر أخيه وبأنه مازال على قيد الحياة .. أم غاضب لأن مريم كانت زوجة أخيه الراحل .. ثم ما شأنه ان كانت زوجة أخيه أم لا .. فزواجها ب مراد مؤقت وليس زواجا حقيقيا .. نهضت مريم وأحضرت حاسوبها كانت تؤجل تلك المحادثة لكن الوقت قد حان ويجب أن تنهى عملها الذى طلبه منها .. طرقت باب غرفة المكتب فظنها والدته فقال
اتفضلى يا ماما
ظهرت الحدة فى نظراته عندما رفع رأسه ليجد مريم واقفه أمامه .. قالت مريم بصوت حاولت أن يبدو ثابتا
انا خلصت الشغل ياريت حضرتك تشوفه قبل ما نوديه المطبعه
مد يده فأعطته الحاسوب وضعه على المكتب أمامه وظل ينظر اليه بعينان بدتا وكأنهما لا تريان ما أمامها ثم قال بقسۏة
زى الزفت
شعرت مريم بالضيق من تعليقه الخالى من الذوق وقالت