روايه قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
.. كلما اقتربت خطوة ازدادت خفقات قلبه سرعة .. طال الصمت .. كان يتنظر مراد أن تتحدث .. أن تسأل .. أن تستفهم .. أن تعاتب .. أن تغضب .. لكن طال انتظاره .. حاول أن يرفع رأسه لينظر داخل عينيها .. لكن خوفه من خسارتها منعه .. فجأة وجدها وقد چثت على ركبتيها أمامه .. حبس أنفاسه .. نظرت مريم اليه وهى تسمع صوت خفقان قلبها .. وتساءلت ترى أهذا صوت خفقان قلبي أم قلبه .. نظرت الى الساق المبتور والساق التى مازال يمسكها بيده .. نظرت الى وجهه تتمنى أن يفهم .. أن يفهم أنها لا تأبى لتلك الإعاقه .. وأنها لا تعنى لها شيئا .. مدت يديها وأمسكت منه الساق الصناعيه .. شعرت برجفة جسده وانتفاضته .. سمعت صوت تنفسه رأت ارتعاشة يده .. شعر مراد بالدهشة وهو يراها جاثيه على ركبتيها تحت أقدامه تمسك بساقه الصناعية .. وأخيرا رفع رأسه لينظر اليها عندما بدأت فى محاولة تثبيتها فى ساقه المبتور .. أخذ يتأمل وجهها وعينيها التى كانت مثبته على الساق .. كان يلهث بشدة وقد ازداد اضطرابه .. لا يعلم كيف سمح لها بأن تفعل .. وبأن تكون قريبه منه هكذا وبأن تراه هكذا .. انتهت مريم من مهمتها التى استغرقت بعض الوقت لجهلها بطريقة تركيبها الصحيحة .. الى أن نجحت فى ذلك .. ثم رفعت رأسها تنظر اليه .. شعر مراد برجفه فى كل أوصاله وهو ينظر اليها وهى قريبة منه الى هذا الحد جاثيه على ركبتيها تحت قدميه .. بحث فى عينيها عن نظرة نفور ورفض فلم يجد .. بحث عن نظرة شفقه وعطف فلم يجد .. لم يجد الا نظرة حب وشوق وابتسامه صغيرة ترتسم على محياها وهى تتطلع اليه .. أخيرا وجد فى نفسه القدرة على الكلام .. قال بصوت مبحوح
قالت مريم بهدوء وهى تنظر اليه
من كام يوم
قال مراد بجمود
مين اللى قالك
قالت بهدوء
محدش قالى .. بس وانت نايم خدت بالى
نظر اليها مراد پغضب وقال پحده
وليه ما قولتليش انك عارفه
قالت مريم مبتسمه
لان الموضوع مش فارق معايا أصلا
سمع مراد كلماتها فهب واقفا .. وقفت فى مواجهته هى الأخرى .. كان عصبيا للغاية .. وكأنه فاق من صډمته للتو وبدا يعي ما حدث .. قال بصرامة
توترت مريم وقالت بهدوء ونظرة رجاء فى عينيها
يعني مش فارق معايا .. اللى شوفته دلوقتى لا قلل ولا زود حاجه جوايا .. أكنى مشفتش حاجة
صاح بعصبيه وهو يلهث بشدة
أيوة ابتدينا تمثيل .. عايزة تفهمينى يعني انك مفيش مشاكل عندك انك ترتبط بواحد رجله مبتوره .. وان زيه زى أى راجل تانى
أيوة مفيش مشاكل عندى
صاح پحده
أنا بأه عندى مشاكل .. مش عايز أرتبط بواحده فى يوم من الأيام تقولى أصلك معاق .. ولا واحدة بترد الجميل اللى عملته معاها بإنها توافق تتجوزنى
قالت مريم بصوت خاڤت
أنا لا دى ولا دى
صمت مراد وهو يشعر بتوتر كبير بداخله .. قال وكأنه يقنع نفسه قبل أن يقنعها
صمت وهو يشعر پألم فى قلبه وقال بصوت متقطع
انتى مش مجبره انك تعيشي معايا .. ولا مجبره ترديلى أى جميل .. بكرة ان شاء الله ..........
قاطعته قائله بمراره والدموع تتساقط من عينيها
نظر اليها يرقب الألم فى عينيها والدموع التى تبلل وجهها .. خفق قلبه لمرآى دموعها .. قالت مريم بصوت باكى
عايز تسيبنى لوحدى تانى .. وتبعد عنى تانى .. وتحرمنى منك تانى
ثم قالت
لو كررتها تانى مش هسامحك أبدا يا مراد
اقترب منها مراد ووجه ينطق بالألم أخذ يمسح العبرات على وجهها بأطراف أصابعه وهو يقول بصوت مضطرب
قالت بعتاب وهى مازالت تبكى
انت اللى بتخليني أعيط .. انتى اللى عايز تألمنى .. ليه يا مراد بتعمل فيا كده
شعرت برعشة كفيه وهما يحتويان وجهها يقول بحنان جارف
انا مستحيل أألمك .. انتى متتصوريش دموعك بتعمل فيا ايه .. أكنها سكاكين بتقطع فى قلبي
ثم قال پألم
أرجوكى بطلى عياط
توقفت عن البكاء وقد هدأت قليلا .. قال لها مراد وهو ينظر الى عينيها بعمق
مش عايزك تندمى أبدا انك اخترتيني .. مش عايزك أبدا تحسي انك كان ممكن تتجوزى واحد أحسن منى .. مش عايزك تحسي أبدا انك اتظلمتى معايا
قالت مريم بثقه وهى تحتضن بيدها كفيه اللتان يضعهما على وجهها
أبدا .. عمرى ما هندم أبدا
قال مراد بشك
واثقة يا مريم
ابتسمت قائله
أيوة واثقة
مسح العبرات التى مازالت عالقة على وجهها وقال لها بحنان
مش عايزك تعيطى تانى .. اتفقنا
أومأت برأسها وهى تنظر اليه بسعادة .. ارتسمت ابتسامه عذبه على