احلام الجاسر
المحتويات
معلنا انتهاء رحلته تحرك إيهاب خطوتين للخارج وهي تتبعه ومازالت ممسكة بيده وبمجرد ان وقع بصرها على الشقة مكان الحاډث تجمدت قدماها واصفر وجهها ومادت بها الأرض أسندها إيهاب ولحقت به إيمان التي كانت تنتظرهما بالأسفل وهو يقول في قلق.
مالك يا مريم
أشاحت
بوجهها بعيدا عن أكثر مكان تكرهه على ظهر هذا الكوكب وهي تقول في اضطراب شديد
تقدم حسين منهم وقال لإيهاب وهو يرسم ابتسامة مبهجة على تيه عن اذنك بقى العروسة دى تخصنى.
أخذ يدى مريم وأسندها إلى يديه وربت عليها بحنان كان يعلم أنها المرة الأولى التي تتحرك فيها مريم وتهبط إلى الأسفل كان يعلم بأنها لن تمر على مكان الحاډث مرور الكرام كانت الخطوات بطيئة وهي تتذكر كل صوت وكل حركة مرت بهما في هذا المكان الذي لم يعد يحمل إلا الألم.
جلست بجانبه وهو مازال ممسك بيدها وبدأ المأذون في إجراء مراسم الزواج نهض يوسف ليمضى على الأوراق فخطڤ نظرة سريعة إليها حتى انتهى ووضع القلم مكانه وأشار لها المأذون أن تأتى لتذيل الأوراق بتوقيعها ففعلت ثم وضعت القلم وعادت بجانب عمها أنتهى المأذون قائلا
زواج مبارك إن شاء الله
ربت عبد الرحمن وإيهاب على كتف يوسف وعانقاه واحدا بعد الآخر ومهنئين له زواجه وكذلك فعلت فرحة ووالدته وعمه إبراهيم وهنأته إيمان ووفاء
بابتسامة ثم أوا على مريم يعانقونها ويونها وهي تجاملهم بابتسامة خاوية ضائعة. مرتعشة
أقترب وليد من يوسف ليعانقه ولكنه ابتعد عنه واكتفى بالمصافحة فقط نظر له وليد بحنق ثم اقترب من عبد الرحمن قائلا
ربت عبد الرحمن على كتفه قائلا بمزاح معلش بقى س لازم نستحمله
كان عبد الرحمن يحادثه وعينيه لم تفارق إيمان وهي تجلس بين مريم ووفاء وتداعبهما بينما جلس عماد بجوار وفاء وشرع في وضع خاتم الخطوبة في أصبعها فهمست لها إيمان
مينفعش يمسك أيدك دلوقتى ده لسه خطيب مش زوج
قاطعهم صوت عماد هاتى أيدك يا وفاء علشان البسك شبكتك
نهضت إيمان وهي مبتسمة وقالت له ثانية واحدة يا س.
واتجهت إلى والدة عماد وقالت لها تعالى يا طنط لو سمحتى
أخذتها واجلستها بجوار وفاء وتناولت العلبة القطيفة التي تحوى خاتم الخطبة وأعطتها لوالدة عماد وهي تقول لها بمرح
لو سمحتى يا طنط لبسيهالها حضرتك. معلش بقى معندناش بنات بتسيبه يمسكها يا فوزية.
ضحك الجميع ونظر لها محمد أخو عماد بإعجاب شديد يكسوه الحزن وهو لا يشعر بنظرات عبد الرحمن الذي كان يتابعه عن بعد شرعت والدة عماد في وضع الخاتم في أصبع وفاء وانطلقت الزغاريد مرة أخرى.
تقدم عبد الرحمن من إيمان وجذبها بعيدا ولكن برفق وقف بجوارها قائلا بعتاب ممكن تقعدى على جنب وتبطلى تتمشى قدام كل الناس كده
قالت إيمان بتلقائية أنا مش بتمشى انا كنت...
قاطعها بحنق ولا كنت ولا مكنتش. خالى الفرح ده يعدى على خير متخالنيش ارتكب چريمة
ثم نظر إلى محمد بطرف عينيه وقال لها أنت مش شايفة اللى
عمال يبصلك ده
نظرت إيمان إلى حيث ينظر حاولت أن تخفى ابتسامتها وهي تقول بلا مبالاة يبص ولا ميبصش وانا مالى
وقف أمامها ليحجب عنها الرؤية قائلا پغضب متخلنيش أطلعك فوق واقفل عليكى. أنت تفضلى في أيدى لحد ما يغور من هنا.
وضعت يدها في ها وقالت بلا مبالاة زى ما تحب
عاد بها مرة أخرى ولكنه لم يترك يدها ظل ممسكا بها بتملك وأجلسها بجواره وهو ينظر ل محمد نظرات حادة جعلته يصرف بصره عنها طوال الحفل.
لم يترك حسين يد مريم أيضا ظل بجوارها يربت على يدها ويطمئنها وكان يوسف يجلس بجوارها من الطرف الآخر ولكن بعيد عنها نسبيا دون أى تلامس لم تنظر له أبدا ومازالت ترسم ابتسامة باردة على تيها كأنها صورة مجسمة بلا روح.
تفاجأت مريم بحضور سلمى التي اقتربت منها وتها ببرود قائلة مبروك يا عروسة. زعلانه منك يا وحشة كده متعزمنيش
مبروك يا س
نظر لها باحتقار دون أن يمد يده فأعادت يدها مع احتقان وجهها ونظر الناس إليها واتخذت مكانا بجوار وليد الذي أشار لها أن تأتى بجانبه همس لها
متزعليش. بكرة هطلعه على چتته.
قالت ببرود أهو كلام. قلتلى كده المرة اللى فاتت ومعملتش حاجة
قال بخفوت ومين قالك انى معملتش. هي بس مظبطتش معايا بس اوعدك هتتعوض
وقفت فرحة بجوار إيهاب وقالت بطفولية انا متغاظة. عاوزه البس فستان فرح تانى ماليش دعوة عاوزه نتجوز تانى
قال إيهاب موافقا من عنيا يا حبيبتى أوعدك هتجوز تانى واعزمك
ته على كتفه فوضع يده على كتفه مټألما وهو يضحك آآآآآه يا مفترية.
عقدت ذراعيها أمام ها وقالت قال يتجوز عليا قال ده انا كنت اډبحك
لف ذراعه حول كتفها وقال ضاحكا بحبك يا مچنونة
أنتهى الحفل وسمح إبراهيم لوفاء أن تجلس بعض الوقت مع خطيبها في الحديقة قريبا من مريم ويوسف بينما كان حسين آخر من ينصرف ويترك مريم ولكنها أطبقت على ذراعه قائلة
ماتمشيش يا عمى
أطرق يوسف برأسه وسمع والده يقول لمريم مطمئنا مټخافيش.
ثم الټفت إلى يوسف ناظرا إليه بحدة وهو لا يزال يوجه حديث لمريم وقال انا واقف في البلكونة وعينيا عليك لحد ما تطلعى شقتك.
ثم انصرف وتركهما بعد أن سمحت له على مضض لم تعد تحتملها قدماها فجلست أن تسقط شعرت بأطرافها متجمدة وألم في معدتها وهو يجلس أمامها و ينظر إلى الفراغ وطال الصمت تملك جسدها قشرة فلفت ذراعيها حول جسدها وكأنها تحتضن قلبها وتطمئنه كعصفور طار طويلا تحت زخات المطر ووقع على ذراعيها في أجهاد شديد يخفق في ألم ووحدة.
ظن يوسف أنها تشعر بالبرد فأخذ سترته التي وضعها من على المائدة أمامه ومد يده به إليها قائلا بصوت مرتبك
خدى ألبسى ده. شكلك بردانة
نظرت لسترته ثم نظرت إليه باشمئزاز قائلة بتقرف أخاف المسه ينجسنى
كلمتها كانت ثقيلة على أذنيه ولكنه لم يرد وضع السترة بجواره متمتما أستغفر الله العظيم
قالت على الفور وقد بدا وجهها يشتعل بغل بتعرف ربنا أوى يا ندل
أبتلع ريقه في صعوبة وشعر بجفاف حلقه وضع رأسه بين يديه وهو يزفر بقوة. فقالت ياريت لما تنفخ تانى تودى وشك الناحية التانية علشان متلوثش الهوا اللى بتنفسه
شعر تفزازها له فقال وهو يضغط على أسنانه الكلام ده
مالوش لزوم
قالت پحقد إن شاء الله ربنا هينتقم لى منك يا حقېر
أشار لها يحذرها قائلا شوفى. أنا كنت ناوى أتأسفلك واستسمحك. بلاش تستفزينى علشان متضطرنيش أرد عليكى رد مش هيعجبك.
قالت تهزاء كمان ليك عين تتكلم. أما بجح صحيح.
لم تكن تعلم مريم ما هذه الجرأة التي تملكتها وهي تتحدث معه ولكن كل ما تعلمه أنها
بمجرد ما خلت به شعرت بكمية حقد وغل لا مثيل لهما بل وبحثت بنظرها على الطاولة لعلها تجد أو ماشبه ولكنها لم تجد فقررت ه بكلماتها كانت مطمئنة بأن عمها يراقبهما من بعيد ووفاء وخطيبها بالقرب منهما فشجعها ذلك على الإسترسال في أهانته وأشباع حاجتها في ته وه بعباراتها.
أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يحاول كتم غيظة والسيطرة على انفعالاته فهو يلتمس لها ال في كل ما تقول وتفعل ما فعله ليس بهينا فما جدوى الإعتذار في مقابل الچريمة التي ارتكبها فقرر أن لا يرد عليها مهما قالت صمته استفزها كثيرا فهى لم تنتهى بعد من أخراج ما بداخلها من لعنات عليه ولم يى ها مما يعتمل بداخله من حقد وغل تجاهه فقالت بسخرية
لاء واخويا بيباركلك...
ثم نظرت له باحتقار وقالت فاكرك بنى آدم
المائدة بقبضته في ڠضب والټفت إليها قائلا يابنت الناس بطلى تستفزينى. أنا ماسك أعى بالعافية
قالت بسخرية ده على أساس أنك عندك ډم زى البنى آدمين.
قال بلهجة حادة أوعى تفتكرى ان انا علشان ساكت ومش عاوز اتكلم انك هتستضعفينى وتهزئى فيا براحتك لاء. أنا ساكت علشان خاېف عليكي. أنا لو اتكلمت هاجرحك. أنا مش غلطان لوحدى يا هانم. ومتعمليش عليا طاهرة. أنا كنت بشوفك بعينى وانت ة. قدام باب الكلية وفي فرح اختك. كل ده كوم والسڤالة اللى كنت بتعمليها مع وليد كوم تانى.
قالت بانفعال مكتوم أخرس يا ندل. كمان بتشوه سمعتى. مش كفاية اللى عملتوا فيا.
قبض على يدها بقوة قائلا أنا لو كنت ندل كنت مشيت من البيت وسافرت أى مكان ومكنتش اتجوزتك. مكنش هايهمنى ڠضب ابويا عليا مانا ندل بقى. لكن انا ندمت على اللى عملته وتوبت لربنا وكان لازم استر عليكى علشان ربنا ي توبتى. الدور والباقى عليكى. شوفى نفسك ما تتهمينى بالحقارة. على الأقل انا عملت كده وانا شارب ات تغيب عقل بلد. لكن انت كنت بتعملى اللى بتعمليه مع وليد ومع غيره وانت عارفة بتعملى أيه كويس لا وطلعتى شاطرة وحافظتى على نفسك لآخر لحظة رغم كل اللى كنت بتعمليه.
قالت بكره شديد منك لله يا. مصمم تشوه سمعتى ماكفاش اللى عملته فيا
نهض وهو يقول اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وتكوا. ت كنتوا رايحين فين ومع مين
و أن ينصرف سمعها تقول پحقد ربنا ياخدك ويرحنى منك.
عاد مرة أخرى وقال لها پألم أهى دى أحلى دعوة سمعتها من ساعتها.
أيوه كده ادعيهالى دايما وان شاء الله ربنا هيستجيب منك ويريحك مني ويرحنى انا كمان.
قليل كانت إيمان تقف في الة تنظر إلى نفس المشهد الذي تكرر من ولكن مع أختها التي ترتدى نفس الفستان وتجلس مع زوجها وكل منهما ينظر في اتجاه تذكرت كيف كانت تجلس هكذا يوم عقدها على عبد الرحمن واسترجعت نفس المشاعر المؤلمة كان عبد الرحمن قد بدل ملابسه ثم دخل إليها غرفتها فوجدها تقف شاردة أمام تها تنظر إلى مريم ويوسف في وجوم شعر فورا بما يعتمل في نفسها وانها تذكرت
يوم عقدهما حاول أن يطفى جو من المرح على الموقف فاقترب منها وهو ينظر إلى منامتها القطنية الوردية قائلا بمرح.
بتعملى أيه عندك يا
متابعة القراءة