انا لها شمس بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز

 


للخلف وأغمض عينيه يتذكر ملامحهاابتسامتها الرقيقة وضحكتها الواسعة التي تظهر صفي أسنانها ناصعة البياضتأملها لعينيهحديثها ورقيها في إختيار الكلمات اللائقة يا الله لقد اشتاقها حد الجنون حتى عبوس وجهها ونظراتها الحادة عندما تغضباكتشف كم أنه ذاب بغرامها وانتهى الأمرولكن بعد ماذا!
لقد أحزنها بالحد الذي جعلها تنفر هاربة منه كما هروب الفريسة من صيادهاأقسم بالله رب العالمين لو ترضى وتعلن غفرانها لخطيأته الكبرى بحقها ليرضخ لها ويلبي جميع رغباتها وسيصنع المعجزات لأجل رضائها وإدخال السعادة والسرور على قلبها نادر الوجودفتح عينيه ليهب واقفا على حين غرة مقتربا من عليقة الملابس ليخططف حلة بدلته ليرتديها فوق قميصه الابيض ويهرول متعجلا بعدما قرر الذهاب لشركة أيمن وليحدث ما يحدثتحرك بلا وعي بلا حسابات كعادته فقد جنب كل شيء حتى مبادئه وقوانينه التي أقر بها وفرضها على حاله مقابل الحصول على مبتغاه وأي مبتغىفهي من ردت له الروح وجعلت الحياة تدب بقلبه من جديد بعد فقدانه الشعور لسنواتاستقل سيارته وقادها بسرعة چنونية ليصل قبل انتهاء ساعات العمل حيث أشرف الدوام العملي على الانتهاءوصل بوقت قياسي وبعد عدة دقائق كان يقف أمام السكرتيرة وعينيه تتمركز على باب مكتب من استولت على لبه ليتحدث

بنبرة جادة رزينة عكس ما يدور داخله من فوضى
إدي خبر ل أيمن بيه إن فؤاد علام موجود وطالب يقابله
وقفت سريعا لعلمها بشخصه لتقول بنبرة حماسية 
حالا هدي له خبر يا افندم اتفضل ارتاح 
قالت كلمتها الأخيرة وهي تشير له بتوقير ليرفع كفه بممانعة لتنسحب هي للداخل وتدعه يتلصص على ذاك الباب المغلق وقلبه ينهره بشدة ويأمره بالاستجابة لاقټحام بابها وجذبها بقوة ليسكنها بين أضلعه ويرحم
أنين ذاك القلب المسكين الذي تذوق
الأمرين في ابتعادهافاق على صوت هانيا التي أشارت له نحو الباب وهي تقول 
أيمن بيه في اتتظار حضرتك يا أفندم
تحرك برصانة منتصب الظهر بخطوات واثقة وما أن ولج ليتفاجأ ب أيمن ينتظره بنصف المكتب ليقترب قائلا بترحيب وحسن ضيافة وابتسامة بشوش 
أهلا أهلا يا سيادة المستشار ده إيه المفاجأة الحلوة دي
صافحة فؤاد بحفاوة ثم تحدث مبررا زيارته المباغتة 
أنا كنت قريب من هنا فقولت أعدي أشرب مع سعادتك فنجان قهوة وبالمرة استفسر منك عن أخر الاخبار في موضوع المصالحة بينك وبين صلاح عبدالعزيز
كانت حجته مقنعة لذا فاتت على عقل أيمن الذي ابتسم قائلا بتبجيل 
جنابك تنور في أي وقت يا سيادة المستشار
أجابه ببشاشة وجه 
متشكر يا أيمن بيهاتجه أيمن إلى الأريكة الموضوعة بمنتصف حجرة المكتب ليجلس فؤاد بقلب يتلوع من شدة اشتياقه لرؤية محبوبته وينتظر على أحر من الچمر ظهورها أمامه كشمس ساطعة لتنير له الدنيا وتزيل عتمته التي حلت فور غيابهارفع أيمن سماعة الهاتف الأرضي وطلب قهوة له ولفؤاد ليتحرك إليه من جديد متحدثا بترحاب عالي 
منور الشركة يا سيادة المستشار
رد بحصافة 
ده نورك يا أيمن بيه 
جلسا يتبادلان أطراف الحديث فيما بينهما بتركيزا شديد من أيمن وعقل مشتت من ذاك الذي أرهقه الإنتظارولجت هانيا لتتحرك بدلال وأنوثة لتتحدث إلى ايمن باحترام 
آسفة للمقاطعة يا افندمبس محسن الهلالي اتصل بيأكد على ميعاده مع حضرتك بكرة
سألها مستفسرا 
هو ميعاده بكرة!
تقريبا يا افندم نطقتها بعدم يقين لينطق متهكما بلهجة صارمة 
مفيش حاجة في شغلنا اسمها تقريبا يا آنسة
شعرت بالإحراج يعتريها لتنطق بصوت خاڤت متأثرا بخجلها 
الحقيقة يا افندم أنا بصيت في ليستة المواعيد اللي أستاذة إيثار سابتها لي ملقتش الميعاد متسجلتقريبا نسيت تسجله
واستطردت مقترحة 
إيه رأي حضرتك أتصل بيها وأتأكد منها 
هز رأسه ليتنطق برفض
سيبي إيثار في اللي هي فيه يا هانياوطالما محسن الهلالي اتصل يبقى متأكد
كان يراقب حديثهم بكثيرا من التمعن حين ذكر اسمها ليرتعب داخله بعد جملة أيمن الأخيرةخرجت هانيا وتركته غارقا بأفكاره المړتعبة لينتبه على حديث أيمن الذي نطق ملتمسا منه العذر 
أنا آسف للمقاطعة يا فؤاد باشا
ولا يهمك يا باشمهندس نطقها بعجالة ليسأله بعدما فقد صبره وازداد ارتيابه وأراد الإطمئنان أنها بخير 
هي الأستاذة إيثار في أجازة ولا إيه 
لم يستغرب طرحه للسؤال فقد جمعته الظروف بها للحد الذي يسمح له بالإطمئنان عليها لذا أجابه باقتضاب 
تقدر تقول أجازة إجبارية
طالعه بعدم إدراك لمقصده ليسترسل الأخر مفسرا بملامح وجه متأثرة 
بباها تعبان وهي اضطرت تاخد أجازة علشان تقعد معاه في المستشفى
حزن لأجلها ليسأله متلهفا 
تعبان إزاي 
اكتست ملامحه بالعبوس ليجيبه متأثرا 
الدكاترة اكتشفوا إنه مصاپ بکانسر في الكبدوللأسف المړض انتشر في الكبد وفي مراحله الأخيرة
نزل عليه الخبر كالصاعقة وعلى الفور جال بخاطره حبيبتهكيف حالها وكيف تقبلت ذاك الخبر المشؤومليته كان باستطاعته الهرولة إليها ليجذبها ويدخلها بأحضانه كي ينتزع منها أية ألم ويبث داخلها الطمأنينة والسلام لم يدري بحاله إلا وهو يسأله بتأثر 
وإيثار عاملة إيه
تعجب الرجل من نطقه لاسمها بدون ألقاب لكنه تغاضى ليجيبه بأسى ظهر فوق ملامحه 
مسكينة إيثارأكيد مش هتبقى كويسة ده بباها وكمان حنين عليها جدا
لقد عشقها للحد الذي جعله يلقي بجميع قوانينه عرض الحائطلم يعد للحسابات وجودا لديه عندما يرتبط الامر بها لينطق مجنبا وقاره
بعد إذنك ممكن أخد عنوان المستشفى اللي موجود فيها 
على عجالة رد أيمن بهدوء 
آه طبعاهو موجود في المستشفى بتاعت دكتور أحمد إبنيإسمها مستشفى الأباصيري وعنوانها 
قاطعه ليهب واقفا منتصب الظهر وهو يقول 
عارفها طبعا المستشفى غنية عن التعريف يا باشمهندس
تعجب أيمن من أمره ولاحظ إهتمامه المبالغ به فوقف وهو
يسأله بجبين مقطب 
على فين يا سيادة المستشارده أنت لسة مشربتش قهوتك!
تحمحم ليجيبه بنبرة زائفة 
أفتكرت مشوار مهم لازم أروحه
ليستطرد معتذرا بلباقة 
تتعوض مرة تانية 
إن شاء الله قالها ايمن بعدما وقف ليودعه وبعد خروجه وضع أيمن كفه محتويا به فكه ليضيق عينيه وبات يفكر في أمر ذاك الذي إنقلب حاله عندما استمع لخبر مرض والد إيثار 
خرج من الشركة ليستقل سيارته ويقودها بسرعة فائقة متجها إلى المشفى كي يراهايعلم أنها الأن ليست بخير ليت كانت لديه الصلاحية باحتضانها ليضمها بشدة كي يزيل عنها الألام الساكنة روحها ويمدها ببعضا من الطمأنينةلام حاله ألاف المرات على ما اقترفه بحقهاتلك البريئة التي تمتلك من الحظ السئ ما يؤهلها لتصدر المقدمة في قائمة الأكثر بأسالقد وضعها تحت المراقبة المشددة خلال الفترة المنصرمة وتأكد من طهارتها وعفتها والتزامها الأخلاقي تجاه كل شيئا بحياتهاومنذ ذاك الحين وقد أصابته خيبة الأمل وتحميل
حاله الذنب كيف لمحنك مثله بألا يكتشف أصالة معدنها وندرة تواجدها كيف لرجل قانونا أن يقع في خطأ بتلك الفظاعة ويعرض على صاحبة الصون والعفاف هكذا عرض حقېر
زفر بقوة ليضع كفه يمسح به على وجهه پعنف وكأنه يعاقب حالهتوقف عند أحد المحال المجاورة للمشفى المتخصصة ببيع الزهور وانتقى باقة كبيرة ليتابع وصوله للمشفى ولج للإستقبال ليسأل عن اسم والدها الذي يحفظه جيدا منذ أن
التقى بحبيبته وقرر أنها تخصه تحرك داخل الممرات ليصل إلى رقم الغرفة ليجدها تخرج أمامه من الغرفة وهي توصد بابها خلفهاكاد قلبه أن ينخلع لرؤياها ورؤية عينيها التي اشتاقها حد الجنون بعد أن حرمته طلتهاتسمرت بوقفتها حين رأته يهل عليها بمظهره الخاطف للانفاس والمهلك لقلبها الذي مازال يكن له الحب رغم فعلته الشنيعة بحقها والتي أجزمت عدم غفرانها له مهما طال الزمان فالچرح عميق والضحېة كرامتها فمن أين يأتي الغفران! نظرت خلفها للباب المغلق وتذكرت والدها الغافي ووجدي الجالس بجواره حيث ذهبت والدتها بصحبة عزيز وأيهم ليتابعوا أعمالهم والتزاماتهم نحو عائلتهم وتركوا وجدي مع شقيقته بعد أن اتفقوا أن يتبادلوا المناوبة في رعاية والدهم كي لا تقف حياتهم
اسرعت باتجاهه ليقابلها بفرحة عارمة ل لقياها لم يستطع مداراتها بعد رؤية الساحرتين اللتين بات يعشق التطلع ببحرهما العميقيتحرك لتسوقه قدماه وهو يتعمق بمقلتيها وكأن سحرا يجذبه إليها دون إدراكا منهوصل إليها مباشرة ليمد يده وهو يقول ومازال مثبتا عينيه بخاصتيها 
إزيك يا إيثار 
ابتلعت ريقها تأثرا بحالته العشقية لترد بصوت هادئ بعد ان تحكمت به بمهارة 
إزيك يا سيادة المستشار
ارتجف قلبيهما من لمسة كفيهما حيث احتضن خاصتها بلمسة حنون وكأنه يبث لها حال قلبه المشتاق لها لتسحب كفها من بين راحته الحنون وايضا عينيه حيث باتت تتلفت حولها خشية خروج شقيقها ورؤيتها بتلك الحالة المخزية ليقول سريعا بعدما فهم بفطانته نظراتها الزائغة 
ألف سلامة على بابا
ليتابع بعيني نادمة 
أنا أسف إني إتأخرت بس والله لسة عارف حالا
قطبت جبينها تسأله 
عرفت إزاي 
كنت في الشركة عند أيمن بيه وهو اللي قال لي نطقها متأثرا لتنظر له بعدم استيعاب فتابع بما أربكها 
كنت رايح علشان أشوفك
نظرت إليه بتيهة ليستكمل بنظرة تشع حنانا 
وحشتيني وكنت عاوز أشوفكاتلككت وقولت للباشمهندس إني كنت قريب من الشركة وطلعت أشرب معاه قهوة
ابتسمت بسخرية لترد بتهكم جعل ابتسامته المشرقة تنير وجهه 
ومن إمتى قهوتنا بتعجبك!
قهوتكم بقت إدماني طالما هتخليني أشوف عيون حبيبي نطقها بكثيرا من الهيام الذي أربكها وجعلها تتلفت من حولها بعدم ارتياح ظهر بملامحها ليتحمحم بعدما تيقن أنه قد أزادها عليها فبسط يده مقدما لها الزهور
لينطق بتأثر بعدما وعي على حاله وفاق من هالة المشاعر التي حاوتطهما منذ أن رأى طلتها المهلكة لقلبه 
ألف سلامة على بابا
تلقت باقة الزهور وتحدثت بنبرة رتيبة 
مكنش ليه لزوم تتعب نفسك وتجيب ورد كفاية سؤالك واهتمامك إنك تيجي لحد هنا
مفيش اي تعب يا إيثارإنت اصلك متعرفيش إنت إيه بالنسبة لي نطقها بذو معنى لترد بنبرة حزينة منكسرة مشيرة لعرضه المهين 
لا عارفة وعارفة كويس قوي يا فؤاد بيه يا علام
أخرج تنهيدة حارة عبرت عما بداخله بندم تناغم مع نظرات عينيه الاسفة وهو يقول بنبرة صادقة 
مسيرنا في يوم هنقعد ونتكلمهقول لك على كل اللي في قلبي واللي دفعني للتصرف ده وساعتها أنا متأكد إنك هتعذري تصرفي
هزت رأسها بيأس ليسألها بعدما قرر تغيير وجهة الحديث كي لا يتصادما بالكلام مرة أخرى 
طمنيني على باباالدكاترة قالوا إيه عن حالته 
هزت رأسها بيأس وعينين خاليتين من الحياة وهي تقول 
كلام الدكاترة ميطمنشبس أنا متوسمة خير في ربنا
إن شاء الله خير قالها بتأثر ليسألها بنبرة جادة 
لو محتاجة أي حاجة أنا موجود
واستطرد برجولة 
وأنا هروح حالا لدكتور أحمد وأسأله لو فيه أمل إن الحالة تتحسن وليها علاج برة هسفره في أسرع وقت
اجابته بصوت هادئ وعينين ممتنة 
متشكرة على شعورك النبيل وعرضك للمساعدة يا سيادة المستشار
لتتابع بنبرة خاڤتة لقلب ېتمزق ألما على عزيز عينيها 
دكتور أحمد قال إن بابا للأسف في المرحلة التالتة والمړض بدأ ينتشر في كل جسمه
نطقت كلماتها الأخيرة وقد زرفت دموعها التي انسدلت بعدما فقدت السيطرة عليها لتتابع بنبرة مزقت بها نياط قلبه 
بابا بېموت يا فؤاد بېموت خلاص
لم يستطع رؤية اڼهيارها بهذا الشكلنزلت دموعها على قلبه لتكويه وكأنها مادة كاوية من الدرجة الأولىاقترب عليها ليضم كفها الممسكة بباقة الزهور بحنان وهو ينطق بنبرة حنون 
إهدي يا إيثارإهدي يا
 

 

تم نسخ الرابط