دكتور الفصل الاول

تهمة....
معرفش انا عملتها امتي
ولا ازاي
انا دلوقتي مرمي في الحجز
وواخد اربع ايام علي ذمة التحقيق
انا قاعد لوحدي دلوقتي في الحبس
وشريط من الذكريات بيمر ادام عنيا...
نفسي اعرف الي حصل ده
حصل فعلا
ولا انا في كابوس
وارجع ابص حواليا 
واقول لنفسي...
لا دي حقيقة
وللاسف ...
ملابسي عليها دليل ادانتي
وطبعا انتوا فاهمين يعني ايه امشي بمنظري ده
ادام الناس كلها 
في اللحظة دي لوحدة
كان كافي...
انه ېقتلني وانا حي
ومحدش يسالني ده حصل ازاي لاني انا نفسي معرفش
انا هحكيلكم علي ...
كل الي انا فاكره من حكايتي
لكن الاول هعرفكم بنفسي

الاسم..انا الدكتور عمرو
السن ..في بداية الثلاثينيات
المهنة...طبيب امړاض نساء وتوليد
الحالة الاجتماعية..متزوج
محل الاقامة... اعيش باحدي القري الارياف
حكايتي بتبدء من قبل ما اتجوز
من بعد ما اتخرجت تقريبا
ابويا حب يعفني بحلال ربنا
فا طلب من امي واختي يبحثوا ليا عن عروسة
اختي رشحتلي احدي صديقتها
كان اسمها
تغريد 
كانت جميلة 
والي شجعني علي الارتباط بيها اكتر اني
اكتشفت انها بتحبني من زمان
بس انا مكنتش واخد بالي منها
بسبب انشغالي با المذاكرة
وبدات فعلا افكر في تغريد
واتعجب
ازاي بنت تفضل تحب واحد مدة كبيرة 
بدون حتي ما تلمح له
وقررت اخطبها بالفعل
وبالفعل اخدت امي وابويا وروحنا بيتهم
عشان نخطبها ...
لكن لما دخلنا بيتهم
بصراحة ....انا مرتحتش
وقلبي اتقبض
من اول ما دخلت من الباب
وخصوصا لما قابلت امها
اصل امها كانت ست غريبة شوية
قليلة الكلام ...وليها نظرات مخيفة... 
ده غير ان الجو العام لبيتهم مكنش مريح
وبالرغم من ده كله
قلت لنفسي ...
ان البنت ملهاش ذنب
وانا في كل الاحوال هاخدها من البيت
وابعدها عن الجو المقبض ده
وبالفعل خطبتها ..
وبردوا كنت مش مرتاح بسبب اختلاف افكارنا
ومرات كتير قررت اني انهي الخطوبة
لكن كان في شيئ اقوي مني بيمنعني
وكنت حاسس اني مسلوب الارادة 
ومش قادر اخد قرار بالانسحاب
لغاية ما في يوم...
لقيت اختي جاية تجري عليا هي وامي 
في غرفتي
وهما بينضفوا...
واستغربت من عقول الناس...
والجهل الي مازال مسيطر عليهم
انا فعلا طول عمري اسمع عن الحاجات دي
لكن عمري ما امنت بيها..
المهم....
سالت ايناس اختي
قلت...
وتفتكري مين الي حط العمل في غرفتي
ردت ايناس 
قائلة...
مفيش غير تغريد 
خطيبتك
وسالتها
قلت..واشمعني شكيتي في تغريد بالذات
قالت... لانها كانت معايا هنا الصبح ...وانت بره 
واصرت انها تنضف غرفتك
بنفسها
وطبعا اكيد انتهزت فرصة اني خرجت من الغرفة
وحطت العمل
بعد ما سمعت لايناس اختي استغربت جدا...
وسالت نفسي
ليه تغريد تعملي عمل
ولية امي بتطلب مني افسخ خطوبتي لسبب تافه زي ده
وازاي ايناس اختي... تقلب علي صديقة عمرها 
لدرجة انها تعتبرها عدوة ليها
لمجرد انها لقت ورقة في مكان ما في الغرفة
دي مجرد ورقة.. كاتبها واحد دجال 
وممكن تغريد متعرفش الورقة فيها ايه اصلا
وضحكت في قرارة نفسي
وانا بسخر من معتقدات بالية
ما زالت مسيطرة علي عقول البعض في القري
واحيانا في المدن ايضا
لكن المشكلة دلوقتي اصبحت مشكلة شخصية
و مفروض اني طبيب...ومتعلم... ومثقف
ومينفعش افسخ خطوبتي لمجرد خزعبلات
وكنت ناوي اتجاهل الموضوع
لكن...مرة واحدة
لقيت امي داخلة عندي غرفتي وهي بتقولي..
اسمع يا عمرو...
انا اتكلمت مع ام تغريد...
وفهمتها...
انك فسخت الخطوبة
وعايزاك تروح الليلة تجيب حاجتك من عندهم
اندهشت من تصرف امي..
وڠضبت جدا
لكونها تلغي وجودي وشخصيتي
وتتصرف بدون اذني
في قرار مصيري ...وشخصي زي ده
فا سيبتها ...وخرجت 
بدون ما ارد عليها
وروحت لبيت العروسة تغريد
علي غفلة
بدون ما اتصل
عشان افهم ايه الي بيحصل 
ولما روحت لغاية بيت تغريد
وخبطت علي الباب
فتحتلي بنت صغيرة
ولما سالتها 
فين ام تغريد 
قالتلي...
ستي جوه ...ادخل
وبدل ما البنت تدخل تقولهم اني موجود
انشغلت باللعب مع اصحابها
وخرجت معاهم..
من باب الشقة
وسابتني واقف جوه البيت
وفي الصالة...
سمعت تغريد بټعيط في الغرفة المجاورة
وواحده بتقولها متعيطيش يا تغريد
وحياتك عندي..
لاعملة عمل سفلي 
بالعجز... والمړض.. و وقف الحال ...
واخلية يتوه عن نفسة....
وميعرفش يمينة من شمالة
لغاية ما ادمر مستقبلة
وساعتها هيندم انه فسخ خطوبتة منك
بعد ما سمعت كلامهم
فضلت واقف وانا مش مصدق الي بسمعة
وعرفت ساعتها ان تغريد
وامها فعلا 
ليها في الدجل