احببت الفتي الغامض بقلم نشوة عادل
المحتويات
فيه .. مش عارفة أقولك ايه .. انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي ...هحاول اخد إجازة وانزل مصر .. ياريت ياريت بجد يا دينا ..
خلي بالك من نفسك يا زياد .. وانت كمان خلي بالك
من نفسك .. باي.. أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير ... فجأة سمع صوت صړاخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا .. ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف پبكاء
الحقنا يا زياد ماما ھتقتلها... اقترب زياد منهما ليجد والدته تقف أمام زينة المنزوية في ركن الغرفة تحمل مسډسا موجهة فوهته نحوها ... ماما هاتي المسډس ..
... قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به خده منها يا زياد بدل متقتلها ... هاتيه يا ماما .. قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط على زر المسډس ..
ركض زياد نحوها وحاول أن يسحب المسډس منها قبل أن تضغط على الزناد بينما زينة ترتجف بالكامل وهي تستند بجسدها على الحائط ليصدح صوت رصاصة عالية في ارجاء المكان .
.الفصل الخامس في احدى المستشفيات الخاصة .. وقف زياد أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب بلهفة كي يطمئن على زينه التي أصيبت برصاصة في كتفها ..
شكرا اوي .. قالها زياد بإمتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن يرحل تاركا زياد لوحده .. بعد لحظات تقدم كلا من منتصر ورنا نحو زياد سألته رنا بنبرة قلقة اخبارها ايه يا زياد ..! أجابها زياد مطمئنا إياها متقلقيش يا رنا ..هي كويسة الدكتور طمني عليها .. تنهدت رنا بإرتياح بينما أخرجن الممرضات زينه من غرفة العمليات
أومأ زياد برأسه متفهما ثم قال بلهجة عادية انا هفضل مع زينه لحد متفوق ممكن البنج .. كويس .. قالتها منتصر بجدية بينما اعترضت رنا ممكن أفضل انا معاها لو عايز بس بلاش انت .. أنا اللي هفضل معاها يا رنا انتي روحي واقعدي جمب ماما ..
قالها زياد بصرامة سأله منتصر هتعمل ايه مع البوليس ..! أجابه زياد ببساطة هقولهم الړصاصة خرجت بالغلط وانا بنظف المسډس .. انا خاېفة عليك يا زياد ..
أومأ منتصر برأسه متفهما ثم أخذ رنا وخرجا من المشفى عائدين الى المنزل بينما ذهب زياد الى الغرفة التي نقلت زينه إليها .. كان زياد جالسا أمام السرير الذي ترقد زينه عليه يطالعها
بملامح صامتة لا توحي بشيء .. كان زياد يتأمل ملامح وجهها الناعمة الرقيقة بحيرة لا يعرف لماذا هناك شيء في داخله يشده نحوها منذ أول مرة رأها فيها ... عاد بذاكرته الى الخلف
الى اليوم الاول الذي دلفت به الى شركتهم كموظفة جديدة جذبت أنظاره منذ النظرة الأولى بضحكتها الشقية وملامحها البريئة هو زياد الشريف الذي لم يتأثر يوما بإمرأة
ولم ينظر يوما الى واحدة وجد نفسه يراقبها ويتبعها كالمراهقين وهي غير واعية او منتبهة له .. ظل هكذا يتابعها من بعيد وينجذب نحوها كل يوم أكثر حتى لاحظ في أحد الأيام إهتمام أخيه
الأصغر بها أخوه الذي اعترف له بعدها بعشقه لتلك الفتاة التي سلبت لبه من النظرة الأولى ليأخذ زياد صدمة عمره فيقرر السفر على أثرها خارج البلاد والعيش وحيدا بعيدا
عن الجميع خاصة بعدما علم برغبة اخيه في التقدم لها وخطبتها ... أغمض عينيه بوهن وهو يتذكر كم معاناته لوحده دون أن يخبر أحدا حتى منتصر ابن عمه وصديقه المقرب ... كان يظن أن بزواج أخيه منها ستنتهي زينة من حياته تماما لكن القدر كان له رأي أخر
فهاهي زينة تدخل حياته من جديد بل وتحتل تفكيره بالكامل لكن ليست كحبيبة بل كقاټلة لأخيه الوحيد ... فتح عينيه ليجد زينه ترمش بعينيها قبل أن تفتحهما ببطء رغما عنه اقترب منها ليطمئن عليها فتحت أخيرا عينيها بالكامل لتهمس بصوت ضعيف واهن مية عايزة مية .. حمل زياد قدح الماء الموضوع على الطاولة بجانبها وأخذ يبلل شفتيها ولسانها بقطرات من الماء بواسطة إصبعه .. أغمضت زينة عينيها پألم بينما هبطت الدموع الغزيرة من مقلتيها
.. لقد نجت من المت المحقق للمرة الثانية ليت الړصاصة جاءت في قلبها وأنهت عليها .. ليتها فقط .. انت كويسة ..! سألها زياد بجمود لتومأ برأسها دون أن ترد فيعاود سؤالها طب بټعيطي ليه ..! اندهلك الدكتور ..! هزت رأسها نفيا وسألته بصوت مبحوح
هو انا عايشة بجد ..! ايوه .. أجابها بهدوء لتبتسم بمرارة قبل أن تقول بنبرة باكية ياريتني مت ياريت الړصاصة جت فقلبي وموتتني يمكن ساعتها كنت هرتاح .. لم يعلق زياد على حديثها بل ظل يتأملها بصمت تام غريب
في صباح اليوم التالي ..
استيقظت زينه من نومها لتجد الغرفة فارغة يبدو أن زياد غادر المشفى بعدما نامت هي ابتسمت بحزن وهي تفكر بحالها وكيف أصبحت وحيدة بلا أي أحد وفوق هذا أعمامها يريدون قټلها والتخلص منها بأقرب فرصة .. أفاقت من أفكارها على صوت الباب يفتح يتبعه دخول زياد إليها كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل تناقض بشرته البيضاء بشكل واضح
.. اقترب زياد منها ووقف بجانبها متسائلا بصوت رخيم عاملة ايه النهاردة ..! أجابته بهدوء كويسة الحمد لله .. أردف زياد قائلا الدكتور كتبلك على خروج من المستشفى بس لازم تاخدي ادويتك بإستمرار وتداوي الچرح لحد ما يطيب ... أومأت زينه برأسها وقالت بإختصار ان شاءالله .. نظر زياد إليها وقال بجدية هندهلك الممرضة عشان تساعدك وانتي بتغيري هدومك .. ملوش لزوم تتعب نفسك اكتر من كده تقدر تسيبني وتروح
انا هدبر أمري .. صمت زياد ولم يرد عليها لتكمل هي بخفوت وإمتنان حقيقي وشكرا بجد على كل اللي عملته .. زفر زياد أنفاسه بقوة وقال
العفو بس انا مسؤول عنك وعن حمايتك وعشان كده مش هقدر أسيبك.. وانا لا يمكن ارجع معاك لبيتكم اللي محدش متقبلني فيه ارجوك راعي
متابعة القراءة