روايه قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم
على مكتبه في هدوء وثقة وارجع ظهره للخلف في نظرة متفحصة للخوف النابض بعينيها ...ثم قال باختصار _ أظن أنت عارفة إيه اللي ممكن يحصلك بسبب غبائك ... هزأت رأسها بالإيجاب وقالت بصدق _ آه عرفت.... بس ما هو أنت برضو مستفز وتغيظ! هتف بعصبية _ لمي لسانك ! قالت سريعا وأسف _ أقصد حضرتك...مستفز وتغيظ... تطلعت به لتجد أنه يشتد ڠضبا فأدمعت عينيها وقالت موضحة سبب ما فعلته _ أنت زعقت لسلمى صاحبتي ومشيتها من المحاضرة عشان دخلت بعدك بعشر دقايق ...ورجعت البيت وفضلت ټعيط من الصبح للمغرب! لم يعرف لما أراد أن يبتسم ...فقال _ وبعدين ... تابعت ليلى پبكاء _ وبعد المغرب...روحتلها ...ما هي جارتنا وكده لقيت أمها بتجري في الشارع.... تساءل وجيه باهتمام _ حصلها إيه ! أجابت ليلى بغيظ وهي تبكي _ ما اتغديتش! نهض وجيه من مقعدة بعصبية وأشار للباب بحدة قائلا _ اطلعي برا ... هتفت ليلى مرة أخرى وقالت _ وفضلت قاطعة الأكل من العياط لحد ما أغمى عليها عاجبك كده يعني! أنت السبب ! قال بسخرية وهو يقف أمامها بقامته الطويلة _ وأنت بقى اللي جاية تنتقميلها! تفتكري بذكائك كده أن ده سبب كفاية يخليها تدخل في الحالة دي! مع أني ما طردتش حد أصلا !! نظرت له بغيظ وقالت _ كنت جاية أفهم اللي حصل لكن لما شوفتك صدقت...أنت بتخوف ومش بتستنى حد يكلمك!! بتمشي زي القطر ! نظر لها بصمت حتى استأذنت بارتباك _ سلام عليكوا ... قال بشعور غامض من اللهفة ليبقيها _ رايحة فين! أشارت للنافذة خلفه وقالت _ هروح شغلي...أصلي بشتغل في محل الورد اللي جنب الجامعة...عندنا مكنة تصوير كمان وكتب...و. تراجعت بتوتر من نظرته الثابتة والصامتة عليها وقالت بقلق _ خلاص أسفة... ابتعدت ببطء حتى وقفت أمام باب المكتب واندفعت بعد ذلك راكضة واختفت تماما عن ناظريه.... ظهرت ابتسامة على شفتيه ويبدو أنه أخفاها طويلا... نهض ولملم اوراقه من على المكتب والابتسامة كانت تتسع على شفتيه كلما ترددت كلماتها بخاطره. روت ليلى كل ما حدث بمرح لصديقتها سلمى عبر الهاتف وهي تجلس على المقعد الهزاز ب محل الزهور حتى تفاجئت أن سلمى بعصبية _ هو أنا قولتلك ادخلي الكلية واعملي كده يا غبية ! أنا قولتلك قوليله بس ! شكلي إيه دلوقتي قدامي صحابي ! قطبت ليلى حاجبيها في ضيق ثم قالت بعتاب _ ما أنا قولتله اللي أنت عايزاه بس بصراحة مقدرتش...وهو أصلا مسابليش فرصة اكلمه قبل ما يدخل المحاضرة ده شبه القطر محدش عارف يوقفه ! تابعت في غيظ _ وبعدين زعلانة ليه هو مش طردك من المحاضرة ! هتفت سلمى وقالت باعتراف _ لأ ما طردنيش وكانت أشتغالة استريحتي ! أغلقت سلمى الاتصال بعصبية بينما تجمدت ليلى من الصدمة...نظرت لها إيمان زميلة العمل وقالت بعتاب _ دبستي نفسك في حوار مالكيش فيه وبقيتي أنت كمان اللي غلطانة ! ياريت تتعلمي بقى من الموقف ده ! وضعت ليلى الهاتف وبعينيها بريق الندم والعبوس ...صمتت لدقيقة حتى قالت _ عندك حق يا إيمان...أنا غلطت ولازم أعتذر ...وبصراحة هو كان محترم معايا حتى لما كلمته بقلة ذوق...
...لن أنسى أبدا...
عادت ليلى بعد أنتهاء دوام العمل ... محملة ببعض الندم لخطة ساذجة انساقت خلفها دون تفكير....تفاجئت ب سلمى وهي تقف تنتظرها أمام المبنى القديم الذي يضم عدة شقق قديمة الطراز في تصميمها ولكنها توحي بالأصالة للطبقة المتوسطة....ومنهم شقة والدها.. خمنت في أي جدال ستدخل ...قالت لتقطع أي خيط يصل للحدة بحديثهما _ رغم أنك ضحكتي عليا يا سلمى بس عشان خاطر أختي الله يرحمها ..مسمحاك ... ردت سلمى بغيظ منها وكأنها تقدمت بإعتذار وتنتظر الصفح!....وهتفت _ أنت قولتي لحد أنك تعرفيني ! تمالكت ليلى أعصابها ثم قالت بهدوء _ قولت لدكتور وجيه اسمك الأول بس...لكن هو يعني مش هيعرف بتكلم على أي سلمى بالضبط ...ما في اكيد غيرك بنفس الاسم ....! تراجعت سلمى بعض الشيء عن حدتها وظهر بعينيها فضول لمعرفة التفاصيل ...فقالت بمراوغة _ طب وقالك إيه لما عرف حالتي محاولش يعرف أنا مين بالضبط نظرت ليلى لها بتعجب وأجابت بعصبية _ مصدقش طبعا أن يجرالك كده للسبب ده وكان شكلي وحش جدا ... وعلى العموم ما تخافيش هو معرفش سلمى مين بالضبط ...وطالما اصلا ما طردكيش فأنت في الأمان ... ثم أضافت بحيرة _ بس أنت ليه أغمى عليك وكنت بټعيطي! وليه كدبتي عليا وخلتيني أروح الجامعة وأقوله كده ! غمغمت سلمى بتلعثم ثم قالت _ أصل ...هو أنا مكدبتش أوي...هو احرجني في نص المحاضرة لما سألني ومعرفتش أجاوب...كنت سرحانة.... نظرت لها ليلى لدقيقة وشعرت أن هذه كڈبة أخرى ...فعلى رغم ما فعلته به اليوم... والذي كان كفيل أن يسبب لها مشكلة كبرى ....لكنه اظهر حسن تصرفه وأخلاقه لدرجة عالية وتركها دون إيذاء ...ما وراء تصرفات سلمى إذن! قالت لتنهي هذا الموضوع السخيف _ حصل خير..... ومضت مبتعدة عنها...تعددت الاسئلة برأسها ولكنها تعرف أن سلمى لن تفصح عن أكثر ما تريد قوله... وفي اليوم التالي .... ذهبت ليلى مبكرا للعمل...ولكنها لم تقصد وجهة العمل تحديدا ...بل توجهت إلى الجامعة وحاولت التسلل مثل الأمس عدة مرات ولم تفلح...حتى قبض عليها أحد حراس البوابة الكبيرة وقال لها بعصبية _ أنت تاني ! واحدة غيرك المفروض ما للشارع اللي جنب الكلية أصلا.... قالت ليلى بغيظ _ ليه هي الكلية بتكهرب ! ضحك شاب من الحراس الذي بالأمس....بينما نظر لها الرجل المتحدث وقال بجدية _ بلاش لماضة وقولي عايزة إيه واتكلمي بصراحة عشان بتخنق من الحوارات .. نظرت ليلى حولها وانتظرت حتى مر مجموعة من الفتيات للداخل حتى لا تثير سخريتهن وفضولهن... ثم أجابت على الرجل الكبير _ بصراحة بقى يا عمو الأمن ...أنا داخلة أقول لدكتور وجيه حاجة وهطلع .... بص ..مش هاخد فمتو ثانية وهتلاقيني خارجة ... هدعيلك والله ... يبدو أن هناك من يقف خلفها منذ دقيقتين واستمع لما قالته ... قال الرجل لها بابتسامة وهو يشير بيده تحية لدكتور وجيه _ آه ادعيلي يا بنتي....رمضان على الأبواب فاضله كام شهر.... مر وجيه من جانبها وهو يخفي ابتسامته....حتى اتسعت عين ليلى ببهجة وقالت بقصد القاء السلام عليه ولكن القت. بتلحين ما كانت ستجيب به على حارس البوابة _ أهلا رمضان ... ارتفعت الضحكات حولها فأطرقت رأسها للأسفل بإحراج وتمتمه خافته يظهر منها أنها تنعت نفسها بالغبية......قال وجيه بابتسامة لم يستطع أن يخفيها أكثر من ذلك _ سيبها يا عم اسماعيل .... رفعت رأسها وتبدل عبوسها ثقة عالية بابتسامة بها لمحة غرور ...ثم قالت لأحد أفراد الأمن الذي
كان يضحك بسخرية ...والذي كان يجلس على مقعد على بعد خطوتين _ شوفت .... لما تشوفني تاني