روايه لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
و ورد تهتف بضيق
الأستاذ بيقولي مبسوطه ومقضياها خروج وهو هنا قاعد في قلق ومدام نفسيتي ارتاحت أرجع معاه علي تركيا ..ده كان عايز يخدني معاه علي المطار يامهرة ومجهز كل حاجه وهو اللي قايله يخرجني
وصعدت لاعلي تبكي علي كلمات كنان وهو ينعتها ببرودة القلب وهو لا يقدر علي بعدها
لتنظر مهرة لاكرم معاتبه
فنظر إليها أكرم متأسفا
الراجل بيحبها يامهرة وسايب شغله وحياته وجايه وراها يتحايل ويعتذر وندمان كفايه كده عليه
فتهكم وجهها فهو من فعل ذلك فليتحمل ...وسمعت صوت جاسم مؤكدا
أكرم عنده حق يامهرة ..كنان ندمان
فوقفت تحدق بهم هم الاثنان ثم تركتهم وهي تهتف
....................
نظرت رفيف لناريمان اللي اقټحمت مكتبها وهتفت بسعاده
نجحت خطتنا أليس كذلك
فأبتسمت إليها رفيف
لم يأتي للعمل ولم تأتي هي أيضا ..يبدو انها كانت ليله حافلة
فأتسعت ابتسامة ناريمان وهي تتذكر ريان عندما يعرض الزواج علي ريم وترفض ..فكيف ستقبل الزواج به بعد ما حدث بينها وبين ياسر وغير سمعتها التي ستتولي تلك المهمه هناء سكرتيرة ياسر
وزفرت رفيق أنفاسها بحنق
ماذا فعلتي مع السيد عدنان ..هل قبل منحك عمار كحارس شخصي لكي
فحركت ناريمان يدها علي خصلات شعرها وهي تتذكر ليلة أمس وهي تقضيها مع عدنان والذي يعمل عمار حاليا حارس له
وضحكت بأستمتاع
وستسير خطتنا كما اتفقنا
فنهضت رفيف من مقعدها وانحنت نحو صديقتها
ريان لن يتزوجك ناريمان لا تحلمي بهذا الشئ وانا فعلت ذلك معك لأني اعلم بحب ياسر لريم ولكن لن يعترف بشئ وسيظل
هكذا فأردت تحركيه
وابتعدت عن صديقتها ..فأخذت ناريمان تطالعها بضيق من أخبارها الدائم بأن شقيقها لن يتزوجها فهي تعلم ذلك وليست بحاجه لمعرفتها ولكن تأمل في يوم ان يدرك ريان حبها ولكن مدام لن تجعله يتزوج تلك الفتاة التي هي متأكده أنه إذا تزوجها ستمتلكه لها وحدها عكس زوجته السابقه التي كانت نسخه منها ومن رفيف
......................
حمل كريم حقيبة سفره ..فرحلة عمله التي أجلها في تلك الليله بعد ما حدث مع مرام وبعد ما مر به
ووجد مرام تقترب منه متفاجأه
انت مسافر ياكريم
فطالعها ببرود اعتادته منه
انتي شايفه ايه
واتجه نحو غرفة أولاده يقبلهما وهي تتبعه متسائله
ديه رحلة لندن اللي اتأجلت مش كده
اه رحلت لندن اللي اتأجلت عشانك
واقترب منها بفحيح وهو يحدق بها
كنتي عايزه تجهضيه واه اتحققتلك أمنيتك في نفس الليله
وحمل حقيبته بعدها وانصرف ليتركها تقف مصدومه من معرفته .. ووضعت بيدها علي شفتيها تكتم شهقتها ثم ركضت خلفه تهتف بأسمه ولكن قد رحل
.....................
تغيبت عن عملها امس فأخذت والدتها تسألها عن السبب أخبرتها عن عدم ذهابها لعملها مرة أخرى فهتفت والدتها بقلق
حصل حاجه في شغلك ياريم اتطردتي يابنتي
ومن دون اجابه ضړبت علي صدرها
هندفع فلوس الجمعية منين اللي دخلناها عشان عملية ابوكي
واخذت تذكرها بقيمة المرتب وحالهم وان والدها لم يعد قادر علي العمل ولكن عندما رأت الدموع بعين ابنتها ..احتضنتها مشفقة
خلاص يابنتي مش مهم ..ربك مبينساش عباده تدبر
وخرجت والدتها من غرفته ..فجلست علي فراشها باكيه متذكرة المسئوليات التي أصبحت علي عاتقها
صحيح لم يحدث شئ لها من ياسر ولكن قلبها يؤلمها كلما تذكرت أنها لولا رحمه الله بها لحدث ما لم تريد تذكره
ونهضت من فوق فراشها تذهب لعملها فهي بحاجه لذلك المرتب
وقف ياسر يرتشف من فنجان قهوته وهو ينظر من شرفة شقته مفكرا فيما حدث ..ويتوعد داخله لرفيف ولكن قرر الصمت هو وجاسم حتي لا ټتأذي سمعت ريم وقرر ان يبتعد عن الفرع الإداري ويمسك إدارة أحد المصانع التابعه للمجموعه
واغمض عيناه بندم وقد قرر ان يعتذر من ريم
ونظر لساعة يده فكانت تسير ببطئ وهو لن يذهب لعمله الا علي الظهيرة فليست لديه رغبة بالعمل
وسارت من أمامه صورة ريم وهي تبكي وتدفعه عنها بضعف كي لا يفعل بها شئ
فقبض علي يده بقوة متمتما
حسابك معايا يارفيف بس الدنيا تهدي وهعرف اخد حقها منك
تمطئت مهرة علي الفراش بتكاسل وهي تنظر نحو جاسم الذي تأخر للذهاب لعمله بعد سهرتهم سويا ليلة أمس ووجدته يلتف نحوها مبتسما
هنتغدي بره النهارده وابقي شوفي ورد
فكره حلوه واه بدل الغدا اللي اتأجل من يومين
ولمعت عيناها عندما تذكرت ذلك اليوم وإلي الآن جاسم لم يخبرها عما حدث وريم هاتفها مغلق
انت مش هتقولي على اللي حصل .. انا قلقانه علي ريم ياجاسم
فضحك علي افعالها فهي تدور حول ذات الموضوع منذ ذلك اليوم فحدقت به بضيق
علي العموم انا هروحلها بيتها اطمن عليها لو مفتحتش التليفون بتاعها
فتنهد جاسم وهو لا يريدها ان تعرف السبب الذي بتأكيد حكايته لن تكون مكتمله ...الا اذا شرح ياسر الأمر لريم وأوضح لها كل شئ
مهرة ريم لو عايزه تقولك حاجه هتيجي وتحكيلك ..بلاش فضولك ده
بحبك وانتي بتسمعي الكلام
وانصرف من أمامها لتقف هاتفه بحنق
مبيقولش غير اللي عايز يقوله
...................
منذ بداية دوامها هذا الصباح وهي تستمع إلى همهمات الموظفين وخاصه النساء لم تضع ب ببالها ان تعرف بما يتحدثون فيه .. ولكن اتضح كل شئ لها وهي تجلس في أستراحه العمل وترتشف فنجان قهوة من أجل الصداع الذي يدق رأسها كالطبول واقتربت منها احداهن تسأله بخبث
وهيتجوزك علي كده
ثم تابعت
لاء طلعتي شاطره وقعتي واحد من المديرين
ووقفت تصرخ دون وعي
انتي بتقولي ايه
لتتعالا الهمهمات واحداهن تهتف
ان الله حليم ستار
وأخرى تنظر لها بشمئزاز ويتحدثوا عن ذهابها لشقة مديرهم وما بينهم
فتذكرت هناء فهي بالتأكيد من لديها الحقيقه لهؤلاء فهناء من بعثتها من يومان وتحركت بخطي سريعه لمكتب هناء ولكن وجدتها تقف في بهو الشركه أمام ياسر الذي قد جاء للعمل ووقف يزيل نظارته عن عيناه وبجانبه أحد محاميون الشركه
فجذبت يد هناء قائله لها برجاء وهي تتحاشا نظرات ياسر
هناء تعالى معايا قوليلهم ان انتي اللي بعتيني بالملف لمستر ياسر
ونطقت اسمه بصعوبه ..لتتسع عين ياسر وهو ينظر لهناء التي وقفت مرتبكه ثم صاحت بها
انا بعتك ياريم ..ده انتي اللي اتحيلتي عليا عشان تروحي
فنظرت إليها ريم پصدمه من كذبتها فهي ذهبت من أجلها لأنها كانت تريد الانصراف مبكرا من أجل والدتها ووجدته تنظر لياسر تخبره بكذب أنها من رغبة بذلك
صډمتها كانت كبيره هي تدرك انها في غابة حقيقية غابة بها بشړ ... ووقف ياسر يستمع لهم وعيناه تدور بينهم وبعض الموظفين انتبهوا للحديث الدائر فخرج صوته صادحا بجمود
وفيها ايه لما تيجيلي شقتي انا وريم جوازنا بعد شهر ومن يومين كتبنا الكتاب ومظنش أننا لازم نوضح كل حاجه لاي حد
ونظر الي يدها التي تعلقت عين هناء عليها فأكمل وهو يطالع تلك التي وقفت متخشبه بمكانها
قولتلك ياحببتي ألبسي خاتم جوازنا ..انا عارف انك اكيد نستيه
ورسم ابتسامة علي شفتيه فأبتسم البعض وتحولوا لمهنئين ليتقبل ياسر التهنئة بملامح جامده اما هي وقفت لا تشعر بأي شئ يدور حولها
.................
وقفت خلف باب المرحاض تكتم صوت أنفاسها بعد ان استمعت لاسم زوجها في الحديث الدائر بين المرأتان ولم ينتبهوا لوجدها .. كان جاسم قد اصطحبهم لمطعم فخم ليتناولوا طعام الغداء
ولكن حديث المرأتان جذب اذنيها
شوفتي مرات جاسم الشرقاوي ..عاديه خالص بيقولوا كانت موظفه عنده
فضحكت المرأة بتهكم وهي ترد علي صديقتها
ولا استيل حتي ..تقريبا نزوه وهيزهق منها قريب
فتابعت الأخرى وهي تهندم خصلات شعرها
الفرصه قدام نرمين سهله أنها تتجوزه بس الهانم رافضه تخرب حياتهم
فتعالت ضحكاتهم لتكمل وهي تضع أحمر الشفاه علي شفتيها
خليها معجبه بيه في صمت كده .. لحد ما تخسر فرصتها
وغادروا بعدها ولم يعوا ان طعناتهم وصلت لمن يعنوها دون تخطيط .
الفصل السابع والأربعون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
جلست بينهم تتناول طعامها دون شهيه وترسم علي شفتيها ابتسامة مصطنعه وهي تستمع إلي الحديث الدائر بين شقيقتها وجاسم... كانت تشاركهم الحديث من حين لاخر إلي ان لاحظ جاسم شرودها فوضع كفه على يدها يداعب اناملها بحنان متسائلا
مالك ياحببتي
ثم نظر لطعامها فوجدها لم تأكل الا القليل منه
شكل الأكل مش عجبك .. لو حابه غيري النوع
ونظر الي
ورد مبتسما فهو و ورد من اختاروا لها وجبتها بعد ان تأخرت في المرحاض
فأشارت إليه برأسها وهي تتحاشا النظر لعينيه
لاء الأكل حلو وعجبني
فداعب جاسم وجنتها وضحك بحب
طب كلي ياحببتي
فأبتسمت لهم ورد وهي سعيدة برؤية جاسم يدلل شقيقتها التي تستحق ان تحب وتحصل على السعادة ..فكلتاهما عانوا من الحياه ما يكفيهم
وعادوا إلي طعامهم .. وهي مازالت كما هي صامته هادئه وانتهى الغداء كما انتهت تحليتهم وخرجوا من المطعم لتقف ورد تطالع ذلك الواقف أمام سيارته يطالعها ثم تقدم منها
اريد الحديث معك ورد
اوجعها رؤيته هكذا فلحيته قد طالت والسواد يحيط عيناه من قلة النوم ..كنان زوجها الذي يعشق الاهتمام بأناقته يقف أمامها وكأنه يحمل هموم الدنيا علي عاتقه وهو في الحقيقه أصبح كذلك
والدته التي كانت تعيش حياتها كما يحلو أصبحت قعيدة الفراش شقيقة إلى الآن محاطه بالخطړ من قبل طليقها وزوجته بعيده هي وطفله الذي في احشائها ومشاكل بالعمل
اعباء واعباء تراكمت ..لو عادت معه لاستطاع ان يصمد أمام كل شئ وتمتم برجاء
ارجوكي تعالي معي
فألتفت ورد نحو جاسم ومهرة اللذان وقفوا يتابعوا الموقف ..جاسم يخبرها بعيناه ان تذهب معه ويتحدثوا ومهرة كانت تقف شارده معهم وغير معهم
ونظرت إلي كنان الذي يطالعها برجاء ..وحسمت قرارها ستذهب معه وترى ما يريد أخبارها به
وعندما خطت خطوه للامام ابتسم كنان وهو ينظر لجاسم الذي أخبره عن وجودهم هنا بذلك المطعم
وانصرفت ورد
متابعة القراءة