بقلم زكيه محمد

موقع أيام نيوز


تركتهم ودلفت إلى غرفتها وسرعان ما إنفجرت في البكاء فوضعت وجهها في الوسادة حتى لا يصل صوتها إليهم
بالخارج تطلعتا إلى بعضهن بإستغراب فهتفت خديجة ماله عمر أول مرة يجى كدة وجات في الغلبانة دى
هتفت بهدوء

تعالى نشوفه في إيه
قاطعتها خديجة بسرعة قائلة 
لا سيبيه لحد ما يهدى لوحده هيطلع وهيزر زى عادته روحى للهبلة اللى جوة دى الأولى زمانها مقطعة روحها من العياط 

هتفت بإبتسامة حاضر يا ماما 
ذهبت اليها فتنهدت خديجة براحة قائلة 
الحمد لله يارب أحفظهملى وباركلى فيهم 
قالت ذلك ثم دلفت خلفها تلحقها 
في القسم المتواجد به حامد خرج من غرفة المحقق بعد وقت قضاه في الإستجواب 
هرع مصطفى الذى كان بالخارج ناحية والده الذي كان بصحبة إثنين من العساكر فقال بقلق ها يا بابا عملت إيه
قبل أن يجيب تحدث مراد بسخرية من خلفه قائلا 
هيشرف في الحبس يا باشمهندس سورى إبقى قومله محامى علشان شكل القعدة هتطول
نظر له بغيظ قائلا مراد يا ريت تحترم العشرة اللي بينا وتنقطنا بسكاتك
هتف بسخرية عشرة! عشرة إيه يا ابو عشرة والله شوف بقى مين اللى مفروض يحترمها وميروحش ېخونها ويطعن في الضهر 
ثم نظر للعساكر قائلا خدوه على الحبس
نفذوا أمره ورحلوا به فقال مراد قبل أن يرحل 
سلام يا يا أبو العشرة 
تجاهل سخريته وطرق باب المحقق ودلف يستعلم عن أبعاد القضية وما وضع والده وبعد وقت وصل إلى الفيلا ودلف إلى الداخل فوجد الجميع في إنتظاره 
سارعت والدته قائلة ها يامصطفى عملتوا إيه وفين حامد
هتف بحزن هيحبسوه تلات أيام على ذمة القضية يا أمى 
شهقت پصدمة قائلة ليه عمل إيه
نظر للأرض قائلا متهم فى تهريب شحنة مخډرات جوة البلد يا أمى وللأسف إمضته موجودة على الورق
صړخ سليم قائلا يعنى إيه ها أبويا هيبات في الحبس كله من تحت إيد مراد الواطى
هتف بهدوء سليم اهدى هو عمل واجبه لا أكتر ولا أقل أنا كلمت المحامى والصبح إن شاء الله هنكون هناك بدري يلا بقى كل واحد يروح على أوضته ينام 
هتفت صفاء بحزن ودموع ننام إزاى بس وأبوك محپوس
ربت على كتفها مطمئنا إياها قائلا 
متقلقيش يا أمى بابا مظلوم وهيطلع منها يلا يا حبيبتى روحى ريحى في أوضتك 
وبعد محاولات من الإقناع صعدت إلى الأعلى والبقية وتبقى مصطفى الذى أخذ سليم إلى مكتب والده ليروا ما سيفعلانه غدا 
دلف يدلك مقدمة رأسه من التعب ثم جلس على أحد المقاعد بعد أن ألقى التحية على والدته التى تنتظره كالعادة 
هتفت بقلق مالك يا حبيبى إنت تعبان
هتف بهدوء لا يا امى متقلقيش شوية صداع من شغل النهاردة
سألته بإهتمام مفيش مستجدات في القضية
نظر لها قائلا بهدوء اه فى تخيلى بقى إن البيج بوس بتاع الليلة دي كلها يبقى عمى حامد 
نظرت له پصدمة قائلة 
نعم حامد! إنت بتتكلم جد
هتف بسخرية اه حامد اللى نعرفه ومستغفل الكل قتل أبويا وأبو عمر وشرد طفلة بعيد عن أهلها دة حتى ما سابش بنت أخوه وبعدها عنهم
هتفت بعدم تصديق لا حول ولا قوة إلا بالله معقولة يااااه 
أكمل بسخريته اللازعة لا ومش بس كدة لا دة طلع مهرب دولى كبير مخډرات وأسلحة ايه مقولكيش 
طالعته پصدمة وعجز لسانها عن الكلام فتحدث بحزن قائلا للأسف يا أمى فى ناس كتير بتظهر الوش الحلو لينا مع إنه مش فيها اصلا وبتدارى تحته وساختها 
تنهدت بحزن قائلة ربنا على الظالم والمفترى يا ابنى 
ثم سألته بحذر هتعمل إيه دلوقتى بلاش أى تهور منك يا مراد سيب العدالة تاخد مجراها يا ابنى
إبتسم بخفوت قائلا متقلقيش يا أمى أنا من صډمتى مش قادر أصدق ولا قادر أصدق اللى وصلنا ليه دلوقتى بعد ما كنا أعز أصحاب بقينا ألد أعداء لبعض 
ربتت على يده بحنان قائلة متزعلش يا حبيبى وإن كان على علاقتك بعمر فهترجع للأحسن إن شاء الله مع الوقت 
هتف بتمنى شديد ياريت يا أمى بس ما اعتقدش دة نقل مكتبه ومبقاش يطلع معايا أى مهمة بنتكلف بيها 
إبتسمت بتشجيع قائلة لا متيأسش كدة يا حضرة الظابط خلص قضية أبوك الأول والباقى سيبه عليا أنا 
ثم هتفت بخبث دفين وبعدين البت لمار موحشتكش ولا إيه
تسارعت نبضات قلبه بين أضلعه فور سماعه لإسمها فإبتسم إبتسامة باهتة قائلا 
دى بالذات مش هتسامحنى والصراحة عندها حق 
ضړبته بخفة على كتفه قائلا يا واد يا بكاش بتهرب من سؤالي ليه
طالعها بإبتسامة خجولة قائلا 
مبهربش ولا حاجة يا أمى بس الموضوع صعب مش ساهل زى ما إنتي فاكرة
هتفت بتأكيد قولى اه إنت بس وحياتك عندى هسوى الهوايل علشان ترجعلك
نظر بعيدا بتهرب قائلا أقول إيه يا أمى بس 
نظرت له قائلة بصلى هنا وقلى إنك بتحبها وباقي عليها وأنا مستعدة أهد الكون كله في قصاد سعادتك يا حبيبي
ضحك وهتف بإستسلام قائلا وبعدين معاكى يا أمى اه يا ستى بحبها ما اعرفش امتى ولا ازاى بس بعد ما مشيت حسيت بفراغ كبير في حياتى ملتهولى من غير ما أحس دة حتى لما كنت بقسى عليها كنت بتقطع

من جوايا بس ڠصب عنى يا أمى والله ڠصب عنى 
ضمته إلى صدرها وربتت على شعره بحنان قائلة عيط يا حبيب أمك فضى اللى جواك
وكأنها أعطته شرارة الإنطلاق فبمجرد أن إنتهت من كلامها أخذ يردد بدموع 
تعبان تعبان أوى يا أمى صحابى ضاعوا منى مرة واحدة وحتى البنت اللى حبيتها راحت موجوع أوى منهم المفروض يفهموا ويقدروا موقفى مش يبعدوا وينسحبوا كدة والتانى أبوه اللى قتل أبويا فمش هقدر أقرب ولا هقدر أبعد مش عارف مش عارف أعمل إيه 
قال ذلك ثم أخذت دموعه تنزل بصمت إحترمته والدته ظل هكذا إلا إن قالت أمينة بمرح وهى تلكزه بخفة قائلة 
خلاص بقى بطل عياط في ظابط بيعيط 
إبتعد عنها قليلا ثم مسح الدموع العالقة فى أهدابه قائلا يعنى الظابط مبيحسش ومعندوش مشاعر يلا ما علينا أنا طالع أنام
هتفت بحب طيب مش هتتعشى 
هز رأسه بنفى قائلا لا يا امى مليش نفس 
تنهدت بحزن قائلة ماشى يا حبيبي على راحتك تصبح على خير
إبتسم لها قائلا وانتى من أهل الخير 
صعد إلى جناحه بسرعة فتنهدت والدته ناظرة في إثره قائلة بحزن يا رب هون عليه وأوقف جنبه 
قالت ذلك ثم صعدت إلى غرفتها تنال قسطا من الراحة 
كانت ورد تنام بعمق وهى تمسك بصورة سليم تضعها تحت الوسادة تخفيها وكذلك يدها الممسكة بها 
دلف سليم خلسة الى غرفتها فهو إعتاد أن يأتى لها خلسة فى بعض الليالى وينام إلى جوارها ويستنشق عبيرها الخلاب ويدخلها بين زراعيه وينام بسعادة ثم يستيقظ باكرا ويدعى إنه كان نائما بمكتب والده
جلس بخفة يتأملها بعشق إستشعره مؤخرا إبتسم بخفة وهو يسمع همهماتها هى ونائمة ولكنه لاحظ يدها الممدودة أسفل الوسادة فسحبها برفق كى يضعها بشكل مناسب ولكنه تصنم في مكانه وإتسعت عيناه على آخرهما حينما رأى صورته فى يدها تتشبث بها بقوة 
سحب الصورة برفق من يدها فوجدها مقصوصة من إحدى المجلات فتنهد براحة قائلا هتجننينى معاكى يا بنت الداغر بس كان مالى ما كنت في حالى 
ثم إبتسم بأمل قائلا بس واضح إنك كمان واقعة ولا مش هتتشعبطى في الصورة بالشكل دة 
لا يعلم ذلك الأحمق إنها تعشقه منذ صغرها 
ملس على وكانت والدته وشقيقته تطالعانه بفضول عما يعتريه من الداخل 
لاحظ نظراتهم فضيق عينيه قائلا مالكم في ايه بتبصولى كدة ليه
هتفت خديجة أبدا يا حبيبي بس أصل يعنى إنت امبارح كنت كنت يعنى متضايق وواضح بردو لحد دلوقتى فقلنا نسيبك تهدى
هتف بهدوء وهو يقلب في طعامه 
مفيش حاجة أنا كويس متقلقيش 
ثم مسح المكان بعينيه قائلا أومال فين العبيطة مش قاعدة معاكم ليه
نظرت له لمار قائلة بشهقة 
هو إنت نسيت عملت إيه امبارح
طالعها بإستغراب قائلا عملت إيه
قصت له ما حدث منه من صراخه دون سبب عليها فهتف بتبرير 
أنا كنت متعصب ومكنتش شايف قدامى فجات فيها تروح ټعيط ومش عارف إيه 
وهى فين دلوقتى
أشارت بيدها ناحية المطبخ في المطبخ قالت هتفطر هناك مش عايزة تشوف وشك
قالت جملتها الأخيرة بضحك فجز على أسنانه بغيظ قائلا 
تصدقى وتآمنى بالله هتصدقى إن شاء الله أنا كنت رايح أعتذر بس بعد الكلمتين دول تتفلق 
قال ذلك ثم وقف واتجه إلى الباب ففتحه وأغلقه خلفه پعنف 
ضحكت خديجة قائلة ربنا يصبرنا عليهم الاتنين دول 
شاركتها الضحك قائلة هههههه عندك حق يا ماما هو عنيد وهى أعند منه
خرجت وهى تلوك الطعام بحنق بعدما سمعت حديثه حيث كانت تسترق السمع وبعدما سمعت الباب يغلق پعنف فعلمت إنه رحل فقالت بتذمر 
وكمان هو اللى غلطان ومش عاجبه يا سلام مين دى اللى تتفلق إن شاء الله 
ضحكت خديجة عاليا قائلة بمرح هو إنتي كنتي بتتصنتى ولا إيه 
هتفت بتوتر ها لا لا طبعا بس هو كان صوته عالى فسمعته وهوريه إبنك دة 
قالت ذلك ثم دلفت مرة أخرى تفش غيظها في الطعام وجلستا خديجة ولمار بعد ان ضربوا كف بآخر على تصرفاتهم وأكملوا طعامهم 
في الصباح فى القسم كان مصطفى وسليم يقفان إلى جوار المحامى فهتف مصطفى بقلق 
متأكد يا متر من اللى بتقوله
هتف المحامى بتأكيد صدقني القضية لصالحنا لإن والدك عضو في مجلس الشعب 
ومعاه حصانة وبكرة لما يتعرض على النيابة هتتأكد من دة أنا هدخل للظابط دلوقتى وهشوف الوضع إيه
تنهد قائلا ماشى يا متر 
جلس مصطفى وسليم يهزان قدميهما بعصبية في إنتظار خروج والده والمحامي 
بعد مرور ساعتين خرج المحامى ووالده برفقة إثنين من العساكر فهرعوا ناحيته بسرعة
هتف

مصطفى بابا عامل إيه انت كويس
إبتسم نصف إبتسامة قائلا متقلقش يا ابنى أنا كويس
نظر له سليم بتمنى قائلا إن شاء الله هتطلع من هنا يا بابا
تنهد قائلا إن شاء الله يا ابنى يلا دلوقتى روحوا على أشغالكم وطمنونى على الجماعة في البيت كويسين
إبتسم له مصطفى قائلا كويسين يا بابا ناقص بس وجودك
إن شاء الله شدة وتذول 
هتف إحدى العساكر بأخذه إلى المكان المحتجز فيه فأذعنوا لطلبه وبعد رحيل والده وقفوا مع المحامى يتابعون ما حدث بالداخل فطمأنهم إنه سيخرج وأن لا يقلقوا 
وبعد مدة رحلوا من القسم 
وصلت أمينة لمنزل عمر وطرقت الباب وإنتظرت حتى يأتى أحد ويفتح لها الباب 
بالداخل كانت خديجة تسير ناحية المطبخ ولكنها تراجعت حينما سمعت الباب يطرق فذهبت لترى من على الباب 
فتحت الباب
 

تم نسخ الرابط