ارمله حسن شاهين
المحتويات
الكلمة...
تمتمت داخلها بتوجس على أفعالها الجديده والغريبة....
ربنا يستر انا عمري ماكنت كده
تعترف انها كانت دوما مع حسن الخجولة الهدءه التي لا
تصارح عن مايدور في خلدها الى ببعض الكلمات البسيطة ولكن مع سالم...
مچنونة ...مشاكسة ...مشاغبة...قوية...عنيده وقحة...جريئة في ردة فعلها .....
في ثلاث شهور كانت تكتشف شخصية اخره داخلها غير الذي اعتادت عليها ولا تخرج هذه الشخصية الى امامه ومعه......
ساكته ليه ياملاذي .....
ابتسمت حياة لترمي دومات الافكار وترد عليه
بمزاح....
دوختني معاك شويه ملاذي وشوي ياوحش الاتنين مش راكبين على بعض على فكره ......
حك في لحيته قال بخشونة جذابه ...
على فكره أنت كدابه ........
انا كدابه طب ليه ....
عشان وحش او ملاذي ليقين عليك...
عارفه ليه...
ليه.....
عشان من سالم شاهين ...ويبخت اللي سالم شاهين يدلعها ......
اڼفجرت ضاحكة لتقول وسط ضحكتها...
في دي بقه عندك حق ....بجد بمۏت في تواضعك...
دي أقل حآجه عندنا ها مافيش بقه حاجه
تحت الحساب ..
لا طبعا فيه بس افضل لم تيجي يعني هتبقى أحلى.....
وجهت نظر برضه .....احكيلي ياحياة
ورد رجعت من الحضانه ...ولحج رافت
ردت عليه بهدوء قائلة.....
ورد كمان نص ساعة وجايه..وباب رأفت..
ها نويتي تعملي إيه ياخوخة..... قالتها بسنت وهي تراقب خوخة التي اغلقت الباب على والدتها المړيضة...
هتفت خوخة بضيق...
هو ده وقت يابسنت امي تسمعك .....
مسكت بسنت يداها قائلة بهمس...
طب تعالي نقف في البلكونه نتكلم...
وقفت في شرفة غرفتها تطلع على الحارة الشعبية
هذا المكان الذي تقطن بها بعد الأوقات مع والدتها وشقائقها الصغار....
ردت عليها بعد برهة من الصمت....
انا هاجل آلموضوع ده شويه لحد مطمن على امي وساعتها هروح اسلم التسجيل لسالم شاهين واخد الفلوس منه زي متفقنا...
طب متيجي نروح بكره....ونستغل فرصة إن وليد ده في لمستشفى ومش داري بحاجه.......
كانت غافلة عن العيون التي تراقبها في الخفئ يراقبها من أسفل بنية شقتها الصغيرة.....
رفع سماعة الهاتف بتوجس...
الو .....ايوه ياوليد بيه انا وصلت تحت بيتها
متقلقش عيني عليها مش هغفل عنها للحظه ....
وجدت من يجذبها لغرفتها ويغلق الباب عليهم سريعا....فتحت بنيتاها بزعر.....
لكن سرعان ما إبتسمت براحة وهي تهتف
باسمه بصعوبة...
سالم .....خضتني ...في حد يعمل كده
تفقد ملامحها بشوق وهو يسألها بحب....
كنت فين ياملاذي...وحشتينيبدأ بفك الوشاح الملفوف حول رأسها.....
ابتلعت مابحلقها بتوتر من جنون لمسته...
كنت مع ماما راضية و ورد.... هو انت جيت أمته
محدش شافك يعني وأنت طالع......
بذمتك ده سؤال يتسال في ظل الأوضاع
ديه.. ..
ضحكت بمروغة.....
بصراحه لا.....بس برضه دا مش هيمانع انك طلعت فوق عشان مصالحتك ...
عليكي نور....بظبط كده...
سالم هو انا وحشتك بجد .......
طبعا
بجد وحشتك اوي...
اجابها بحب..
وحشتيني اوي ياملاذي ...انا بقه وحشتك
لا خالص ...اااااااه ....وحشتني وحشتني ..... اڼفجرت ضاحكة...
مزالت غير مدركه سر تلك السعادة
لكنها تعلم انها تتقبل منه اي شيء في محيط عالمهم الخاص.. الحب و المزاح الخاص به....
ويبدو ان تلك الحركة الخاصه به هو فقط تروقها وتعد في إطار الحب ولمشاكسه بينهم ........
بحبك ......
انت خلقتي داخلي قلب جعلك ملاذ حياتي
وخلقتي شيطان بجواري يتأهب دوما للقسۏة
عليك اصبحت تشكلي داخلي لقب يصعب
كتبته بين السطور ملاذي وقسۏتي
بعد ثلاث ساعات......
صدح هاتف حياة تناولته بين يداها ليضيء الهاتف باسم ريم .....جلست على حافة الفراش قائلة بابتسامة صادقة....
ريم الوحشه مش بتسالي عني ليه يارخمه مسمعتش صوتك من آلصبح.....
هتفت ريم لها بصوت خافض....
حياة اسمعيني كويس .....
خفق قلب حياة پخوف .....
في إيه ياريم مالك قلقتيني......
هقولك ركزي بس معايا وبلاش تقطعيني ....
أخبرت ريم حياة بكل ماسمعت من ريهام و
زوجة أبيها شهقت حياة پصدمة....
ايه القرف ده.... ازاي تفكيرهم يوصلهم
لكده.. وبعدين حتى لو عملت كده إيه اللي يخلي سالم يضطر يعني ده تفكير متخلف......
نزلت دموع ريم بحرج....
انا معاك انها خطه مقرفه وممكن تفشل بس كمان ممكن تنجح بالاعيب ريهام وشوية افترى منها على سالم وبعدها تيته راضية وعمو رافت هيتعطف معها أكيد وقتها....
پغضب...
بجد مش قادره اصدق...... ريم اقفلي لازم انزل اشوف سالم لحسان بقله ساعتين في مكتبه
نزلت دموع ريم
قائلة بحزن...
انا اسفه ياحياة... محدش فين بيختار أهله... وانا مختارتش ريهام ووليد....صمتت برهة وهتفت پانكسار...
كان نفسي تكوني اختي ياحياة......
نزلت دموع حياة بوهن ورتجف جسدها بحزن وشفقة على حالة ريم..... نعم حياة لقيطه
ولن تنكر تلك النقطة السوداء بحياتها ولكن كانت تعلم انها يتيمة
بلا عائلة ولن يالمها شعور اليتم طالما لم تعرف من هم عائلتها الحقيقه....
ولكنها تعلم ان هناك اصعب من إحساس اليتم
هناك المنبوذ الذي يحيا داخل عائلة ويكن امامهم منبوذ في كل شيء..اهتمام..حنان..حب..دفء الاسرة..منبوذ من ان يجرب شعور واحد منهم...
وتلك حياة ريم منبوذه من عائلتها وليس هناك مساواة بينها وبين اشقاءها الذين لا يملئ قلوبهم
إلا الحقد والكره لها لمجرد أنها شقيقه من الاب فقط ومن
هنا تبدأ العداوة بينهم ! ..كم كانت عائلتها مجرد لقب يشعرها بالخزي منهم ومن نفسها...
أن تذوقت الحرمان يوما فأعلم
انك على حافة اليتم تترنح ولن تنكر ذلك !......
مين قال ان الاخوات بالاسم او بدم الاخوت بافعلهم وحبهم لبعض وأنت اوختي ياريم وانا اختك الكبيرة وهدعي ربنا كل يوم عشان يجي اليوم اللي اشوفك فيه عروسة ولبسك بنفسي فستان فرحك.......
ربنا يخليك ليه ياحياة انا بحبك اوي...اڼفجرة ريم في البكاء.......
نزلت دموع حياة اكثر وقالت بضيق مصطنع...
عارفه لو مبطلتيش عياط ياريم هعمل فيك ايه
لم أشوفك ..
بطلي عياط ياهبله وروحي اغسلي وشك وانا هنزل اشوف سالم وام سحلول ديه ..
سالتها ريم بعدم فهم ....
حياة أنت واخده الموضوع ببساطه اوي كده ليه أنت مش غيرانه على سالم ......
اكيد متزفته بس انا لازم اوقعها في شړ اعملها.....ردت بتشنج...
وقفت ريهام تحضر كوب العصير بالبرتقال بالمطبخ كانت ترتدي عباءة سوداء الون ذات ازرار في المنتصف تبدأ من اول صدرها لاخر قدميها
تسهل عليها خلع إياها بعد تنفيذ اول خطوة إبتسمت بمكر وهي تذوب القرص في كوب العصير......
دخلت مريم عليها....
ست ريهام.... تلفونك بيرن فوق ....
نظرت لها ريهام بضجر...
ومجبتوش معاك ليه يازفته انت......وسعي من وشي... واوعي تدخلي المطبخ لحسان توقعي العصير.....جتكم القرف شغالين اخر زمن
صعدت وهي تسب فيهم وكانها سيدة المنزل..
كانت تختفي حياة تحت الدرج في ركنا بعيدا عن الأنظار......
ظهرت حياة امام مريم وهي تضع يدها على قلبها ..
حاولي تعطليها يامريم شويه على التلفون وانا مش هتاخر......
سالتها مريم بفضول ....
من عنيه ....بس ليه ده كله......
نظرت لها حياة نظرة اخرستها لا تحب الفضول من اشخاص من المفترض ان الأمر لا يعني لهم
ولو حتى من بعيد ......
ابتعدت مريم عن المكان تنفذ اوامر حياة بدون نطق كلمة اخره......
دلفت حياة للمطبخ لتسكب هذا العصير في ...
وتغسل الكوب جيدا لتبدأ في سكب نفس نوع العصير في نفس الكوب بعد غسله جيدا...... ابتسمت حياة بسخرية تتشابك معها التشفي
على ريهام....
للاسف تفكيرك المقرف ده هو اللي هيخليك
تقفي ادام سالم وقفه صعب اتخيلها....بس
لازم يشوفك على حقيقتك ..كده افضل ليه
وليا ويمكن ليك ........
البارت السابع عشر
كان يجلس على مقعده خلف مكتبه منشغل في
بعض ملفات العمل...
دلفت إليه ريهام وهي تلوح من شفتيها الملطخة بالاحمر إبتسامة خبيثه...
تنحنحت وهي تضع كوب العصير امامه على سطح المكتب ثم لم تلبث الا وهي تقول برقة...
اتفضل يابن عمي صبيتو ليك بنفسي...
ترك سالم الأوراق ناظرا لها باستغراب ثم رفع حاجبه للأعلى بتراقب من تلك الخطوة الغريبة منها.....
رد عليها ببرود...
في حاجه ياريهام ....صاحيه ليه لحد دلوقتي
حمحمت بحرج من طريقته الفظه معها ... حاولت الخروج من هذا المأزق واقناعه بارتشاف هذا الكوب قبل ان تفشل تلك الخطة الشيطانية المتوقفة على كذبها ولافتراء عليه بالباطل هي تعلم جيدا ان سالم لن يقع بسهولة في فخ الاغواء هذا تحتاج الى بعض الحيل اللعېنة وهي متفوقة في ذلك.....
جلست على المقعد مقابل مقعده لا يفصلهم إلا المكتب الخشبي الكبير.......
قالت ببراءة وحزن خبيث...
انت مش ملاحظ يابن عمي انك بتعملني بطريقه
وحشه اوي... ومن غير سبب پتكرهني....
ارجع ظهره للخلف براحة مستند أكثر على مقعده
قال بازدراء واضح....
ده مش الرد على سؤالي يابنت عمي.... انا بسالك ليه صاحيه لحد دلوقتي.....
قالت بخفوت متصنعه الحرج....
كنت جاي اتكلم معاك ....وسالك ليه بتعملني بطريقه دي وانت عارف اني بحبك......
ريهام.....صاح بصوته في اركان المكتب بتحذير......
ارتعدت داخلها قليلا بعد تصريح غير مقبول أبدا
له حاولت التحلي بثبات اكثر من ذلك....
خاطبت إياه مصححه خطأها بمكر...
انت اللي قطعتني يابن عمي... انا كنت هقولك اني بحبك وبعزك زي اخويا واكنر كمان.......
تمتم داخلها بنفور.....
زي اخوكي اقسم بالله أنا لا طايقك ولا طايق اخوكي اقسم بربي لولا وجود الست الكبيره اللي تبقى أم ابوكم.... انا كنت قطعة صلة الرحم دي من زمان بس إكراما ليها ولي صلة الډم اللي
جمعتنا صابر لحد دلوقتي عليكم..
ساكت ليه ياسالم...... انت ليه دايما بتتجهلني وبتعملني وحش هو انا مستهلش منك كلمه حلوه
نحسن بيها بعلاقتنا سوا......
نظر لها وفغر شفتاه قال ببرود من حديثها الغريبة
بعملك وحش إزاي يعني ...... وكلمه حلوه اي اللي اقولها ليك وعلاقة اي ياريهام..... أنت لي بتحسسيني اننا كنا بعد شړ يعني متجوزين...... تحدث اخر جملة بفظاظة وستهزء......
احمر وجهها حرج وڠضب من محاولات باتت تفشل في كل مره تجذب الحديث من على لسانه الثقيل دوما معها...
تزعجها دوما حقيقة مشاعره الباردة نحوها...
طب تعاله نشرب العصير انا وانت ونقعد الخمس دقايق مع بعض زي اي
اخوات واعتبرني اختك الصغيرة........
مسك كوب العصير وارتشف منه بدون كلمة آخره وكانه يقول لها ....
سافعل هذا حتى ترحلي من امام وجهي.....
نظر لها قال بتراقب وهو يرتشف العصير.....
أنت مش قولتي ان احنا هنشرب العصير سوا.
ابتسمت بسعادة ظنت ان مفعول الحبوب اصبح له
سحر اخر في نبرة صوته الهادئ.....
ايوه.....
إرجع انظاره على الصنية الفارغ على سطح مكتبه ومن ثم عليها وقال بصوت هادئ.....
امال ليه مش جيبه لنفسك
عصير......
ااه تصدق شكلي نسيته على رخامة المطبخ ثواني وجايه...... نهضت بسعادة وخطت عدت خطوات بداخل غرفة المكتب....
وقفت تبتسم بلؤم ثم وقفت فجاة لتشد انظار
سالم لها وبعد ان لمحة بطرف عينيها عيناه
عليها بتراقب...... رفعت قدميها فجأة وكأنها تعثرت في شيء
ااااه يا سالم الحقني...... ااه يارجلي
نهض سالم بعد ان وضع الكوب فارغ منه نسبة بسيطة....... اتجه لها وأمسك يداها بتلقائية سائلا إياها بفتور بارد مزق قلبها الحاقد ...
ومزق قلب عاشقة تستمع الى
حديثهم خلف باب المكتب..... تألمت من سؤاله
لريهام مالك ياريهام في حاجه وجعاكي
صوته وصل لها عبر هذا الباب الذي يفصلها عنهم
كان صوت عاديا مجردا من اية مشاعر او إهتمام
لكن غيرتها وحبها رسم لها صورة وهمية عن اهتمام وخوفه على أمرأه غيرها!...
رجلي..رجلي ۏجعاني اوي اسندني
يابن عمي
متابعة القراءة