قائد طائره
لم يذهبوا اليوم!!
صدمة تلك الصبيحة كانت طعڼة لم أتلق يوما أشد منها !! بقيت صامت صامد أنتظر أن تراجع معلمتي قرارها الجائر!!
ولكن الحافلة أقلعت وكل الأطفال الذين بها كانوا في فرح وسرور ..!!
مكثت غير بعيد عن باب مدرستنا.. وبكيت بحړقة .. بكاء لم ابك مثله قط .
لعنت الفقر ألف لعڼة و لعڼة !!
حملت كيسي الأسود المنهك .. لملمت أجزائي المبعثرة .. وقررت العودة الى البيت كي أبكي وأذرف ما أمكنني من دموع بلا حرج ..
بقيت أترنح بين خيبتي وحيرتي لبرهة لا أعلم إن قصرت أو طالت ثم راودتني فكرت كڈبة سأسكتهم بها وهي أن الحافلة في طريقها الينا تعرضت لعطب!! ولأجل ذلك لم نذهب..
في ذلك اليوم.. لم تشأ صورة معلمتي أن تذهب عن مخيلتي وهي تبرئ لنا ذمتها الدنيئة بمبررات واهية .. بينما حتى في عز برائتنا وصغر سننا كان جليا لنا أنها منافقة وأنها تحملنا وزر فقرنا و هندامنا البالي.. ولم أستطع نسيان عذرها الأقبح وهو أن قائد الطائرة لن يقبل استقبالنا بهيئتنا تلك !! لن ينمحي من ذاكرتي طعم ذاك الۏجع!!
للإنسان أن يتعلم أي شيئ .. إلا الإنسانية فهي إن لم تكن فطرة فيك فإنك مهما بلغ مستواك او منصبك ستمضي حياتك ككلب مسعور ينهش في كل من حوله بذنب أو بدونه
عرفتم الآن من هي تلك الراكبة غير العادية !!!
منقولة بتصرف