روايه كامله لكاتبه روز أمين
المحتويات
تخيلي
ابتسمت الأخرى لتهتف ساخرة
طبعا لازم تحمل بأسرع وقت علشان تضمن بقائها هي كانت تطول
أما أمجد فكان يتحدث باقتضاب إلى والدته عبر الهاتف الجوال
وعوزاني أعمل إيه يعني يا ماما
هتفت الام بحدة مبالغ بها
إنت السبب يا أمجد لو كنت طاوعت مراتك وسبتها تطفش البنت من البيت مكنش حصل اللي حصل
البنت حملت وهتجيب الوريث اللي هيقش كل حاجة يا دكتور وحلم إن كل أملاك علام هتبقى ليك ولأولادك اتبخر خلاص
هتف بعدما فاض به الكيل من أحلام والدته
خلاص يا ماما وجعتي دماغي من ساعة ما فريال كلمتك علشان تفرحك بخبر حمل مرات أخوها حلم وكان حلو بالنسبة لنا لكن ربنا ما أردش إنه يكمل مش ھنموت يعني
الراجل قرر يتجوز وربنا أراد إن يكون عنده طفل يمد في جذور عيلته هنعترض على إرادة ربنا ونكره الخير للناس ولا إيه
هتفت الاخرى پغضب عارم
إنت مالك واخد الامور ببساطة كده ليه إنت عارف ثروة علام زين الدين اللي ضيعتها بغبائك دي قد إيه
زفر بحدة ترجع لعدم تقبله لحديث والدته فهي من ادخلت بعقله فكرة أن فؤاد إذا أكمل بمقاطعته للزواج وعدم الإنجاب فسيكون هذا بصالحه وستنتقل أملاك عائلة علام بالمستقبل له ولحفيديها هتف من بين أسنانه
كادت أن تتحدث ليغلق معها سريعا وهو يقول
سلام يا ماما علشان مراتي جاية عليا
أغلق ليزفر بقوة ويحتقر حاله عندما استحسن حديث والدته السابق ليعود لرشده حامدا الله على كل ما أنعم به عليه إهتز جسده وهو يستمع لصوت فؤاد من خلفه
إبتلع لعابه ليلتفت وهو يقول
لقيت كل واحد منكم اتحرك في جهة وجالي تليفون من ماما قولت أتكلم معاها شوية
ابتسم فؤاد ليربت الاخر على كتفه متابعا بصدق
مبروك يا فؤاد فرحت لك من كل قلبي
تسلم يا دكتور قالها بابتسامة ليتابع بذات مغزى
مهو ده العشم ده أنا خال ولادك واللي هييجي ده هيبقى عزوتهم
أكيد طبعا
تحركت فريال نحو كلتا الحقودتين لتقول بطريقة مرحة
ممكن يا طنط أخد منك سو خمس دقايق بس
خديها على طول يا حبيبتي قالتها بوجه قاسې لتتحرك مبتعدة لتنطق الأخرى بنبرة أسفة
أنا عارفة إنك زعلانة مني وليك حق طبعا بس والله ما كنت أعرف إن فؤاد بيحبها بجد وبإن إيثار شخصية كويسة
أكيد لو كنت أعرف مكنتش حطيتك ولا حطيت نفسي في الموقف البايخ ده
اتسعت عينيها پصدمة لتهتف بحدة
هو ده تفسيرك للي حصل يا فيري موقف بايخ !
واسترسلت بنبرة مټألمة
ده أنت إدتيني أمل بعد ما كنت فقدته ووعدتيني إنك مش هتستسلمي ولا هتسيبي إيدي غير وأنا مرات فؤاد
نطقت على استحياء
وربنا أراد إن إيثار تكمل معاه وتكون أم أولاده
مالت برأسها لتنطق بأسى
أنا أسفة
زفرت الأخرى لتقول بحدة
مبقتش تفرق يا بنت عمي
نطقتها بحدة لتنسحب من امامها تاركة إياها للندم يتأكلها وقف علام واحتوى كف الصغير وتوجه به إلى الإسطبل وهو يخبر الجميع
الكل ييجي ورانا علشان يشوفوا هدية جدو علام ل حبيبه چو
تطلعت لشقيقها بابتسامة سعيدة وتوجهت صوب الإسطبل بجواره ليلحق بهما زوجها ويحاوط كتفها بعناية وقف الجميع ينتظر ليخرج العامل بفرسة صغيرة حديثة الولادة مظهرها رائع ولونها بني يسر الناظرين لينطق علام وهو يشير إليها
دي هديتي ليك الفرسة اللي اتولدت من إسبوعين
صفق الصغير بكفيه وبات يقفز بقدميه للأعلى من شدة سعادته وهو ينطق
يا سلاااام
ثم تابع وهو ينظر إليه بعينين متسائلتين
بجد الحصان ده بقى بتاعي يا جدو
بجد يا حبيبي قالها بسعادة وهو يرى فرحة الصغير الذي احتضن ساقين علام وهو يقول بامتنان
ميرسي يا جدو ميرسي بجد
انحنى ليحمله ويثبته بأحضانه ثم قبل وجنته وهو يقول بسعادة لسعادته
ألف مبروك يا قلب جدو
انتشى قلبها بسعادة وهي ترى صغيرها بهذا الحماس والسعادة ليبتسم لها فؤاد ويهمس بملاطفة
أبويا شكله بيستعيد طفولته مع يوسف
ابتسمت بعينين سعيدتين لتنطق بنبرة تطير فرحا
أبوك ده أعظم راجل في الدنيا
وإنت أجمل ست في كل الدنيا نطقها ليحتوي كتفها ويقربها منه ليدفنها بصدره اقتربت عصمت من الصغير المحمول داخل أحضان زوجها لتقوم بتقبيله وهي تقول بمداعبة
مبروك الفرسة يا چو
ميرسي يا نانا قالها مثلما تلقبها بيسان التي هتفت وهي تصفق بسعادة
مبروك يا چو كده أنا وإنت عندنا فرسة زي بعض
لتشير على تلك الفرسة بيضاء اللون وتتابع
بس الفرسة اللي جدو عطاها لي لونها أبيض
ابتسم لها بسعادة ليقول بلباقة
ميرسي يا بوسي
اقترب الجميع وهنأوا الصغير واقتربت هي لتحتضنه وتهنأه ثم نظرت لذاك الحنون وتحدثت بعينين تفيض بالكثير من الحنان والشكر والعرفان
إنت أعظم أب في الدنيا كلها ربنا يخليك لينا
ربت على كتفها واكتفى ببسمة حنون قالت ما لم يستطع الكلام في التعبير عنه حمل فؤاد الصغير عن والده لينطق بحماس
مبروك يا چو وعقبال ما تكبر وأجيب لك عربية
عربية حقيقية يا أنكل ! هكذا سأله ذاك المشاكس ليجيبه بملاطفة
أمال لعبة يا چو
اتجه به نحو الفرسة ووضعه فوق ظهرها لتهتف إيثار بړعب ظهر بعينيها
حاسب ليقع من على الحصان يا فؤاد
الټفت صوبها ليطمئنها
مټخافيش يا حبيبي أنا ماسكه كويس
وقفت فريال بجوارها لتتحدث وهي تحثها على الحركة
تعالى إرتاحي شوية ومټخافيش على يوسف طول ما هو مع فؤاد إنت واقفة من بدري
حاضر يا حبيبتي قالتها بهدوء لتتحرك بجوارها نحو المقاعد تحت نظرات سميحة الحادة
وقف أيهم بجوار الصغير ليتمسك به من الناحية الأخرى ليقول بنبرة حنون
مبروك يا يوسف
ميرسي يا خالو قالها الصغير ليتابع برجاء
خالو ممكن تصورني وتوري الصورة لبابي قول له إنت وحشت چو قوي وهو بيحبك
نزلت كلمات ذاك الملاك على قلبي فؤاد وأيهم لتشطرهما لنصفين تنهد فؤاد وتبادلا النظرات بينه وبين أيهم الذي تحدث لإرضاء الصغير
حاضر يا حبيبي
أخرج هاتفه وبدأ بالتقاط بعض الصور وبعد الإنتهاء وجد سبع مكالمات فائتة من وجدي لم يستمع إليهم لوضع هاتفه على وضع الصامت تعجب وابتعد قليلا وأعاد الإتصال ليستمع لصوت أخيه يهدر بحدة
إنت فين يا أيهم مبتردش عليا ليه !
فيه إيه يا وجدي صوتك ماله
! هكذا سأله بعدما شعر بريبة من صوت شقيقه المهتز ليجيبه الاخر بصوت يحمل من الهموم ما يكسر ظهر الرجال
مصېبة وحطت علينا يا أيهم لقينا نسرين مرات عزيز مقتولة عند مزرعة الحاج نصر والبوليس خد عزيز وبيحققوا معاه
اتسعت عينيه لينطق بذهول
يا نهار إسود حصل إمتى كل ده !
أجابه باستفاضة
الناس لقيوها مقتولة الساعة ستة الصبح بس البوليس قال إن شكلها مقتولة من بالليل لأن جسمها متخشب ومحدش عارف أي حاجة
سأل شقيقه بهلع ظهر بصوته
إوعى يكون عزيز ليه يد في الموضوع يا وجدي !
أجاب شقيقه ليطمئنه
لا متقلقش أنا بنفسي اللي طلعت لعزيز بلغته وأنا أدرى بعزيز لو كان عملها كان هيبان على وشه المهم لازم تسيب اللي في ايدك وتيجي حالا علشان نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي إحنا فيها دي
تحرك الشاب واستأذن من الجميع ليذهب لتسأله شقيقته بارتياب
فيه إيه يا أيهم
أجابها بمراوغة كي لا يفسد عليها الجمع وأيضا حفاظا على شكلها أمام عائلة زوجها الأرستقراطية
مفيش حاجة يا حبيبتي ده واحد صاحبي عمل حاډثة ولازم أروح أشوفه
انسحب في هدوء بعد قليل تحركت مع فؤاد لتقف في الإسطبل أمام حصان أسود مظهره رائع وضع كفه على رأسه وبات يتحسس شعره الجميل بحنان ليتحدث وهو يقوم بتعريفها عليه
ده بقى يا ستي يبقى الحصان بتاعي من وأنا في الكلية إسمه فرحان
فرحان قالتها بابتسامة لتتحدث إلى الحصان بوجه بشوش
إزيك يا استاذ فرحان
السلام ميبقاش كده السلام لازم يكون حار قالها بجدية
هاتي إيدك وحطيها على راسه بحنيه علشان ياخد عليك بسرعة
جذبت كفها بارتياب لتنطق بصوت مرتعش
بلاش يا فؤاد أنا بخاف قوي من الحيوانات
أجابها وهو يحتضن كفها من جديد
مټخافيش أنا جنبك وبعدين الاحصنة مبتخوفش دي حيوانات أليفة
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها وسلمت حالها لحبيبها الذي قرب كفها من رأس الحصان وبدأ بتحريكه بين عينيه وبدأ يتحدث بصوت حنون
دي
إيثار اللي كلمتك عنها يا فرحان خلاص سامحتني وبقت مراتي وشايلة جواها حتة غالية مني
قطبت جبينها لتسأله متعجبة
كلمته عني إمتى !
لما كنتي زعلانة مني وعملتي لي بلوك قالها بتأثر ليعود للحصان وينطق من جديد
يومها جيت اشتكيت له ڼار بعدك وركبته وفضلت ألف بيه طول اليوم
نظر للحصان لينطق بتفاخر
مقولتليش يا فرحان إيه رأيك
رفع الحصان رأسه ليصدر منه صهيلا مرتفعا أرعب تلك التي تراجعت للخلف وهي تصرخ بهلع من المفاجأة لينتبه الجميع لها أحنت جسدها وأمسكت أسفل بطنها لتتسع عينيه وهو يسألها بهلع ظهر بصوته المنتفض وهو يقول
مالك يا بابا فيه إيه
أغمضت عينيها وباتت تنظم أنفاسها لتهرول عليها عصمت التي انحنت بمستواها لتسألها والفزع تملك من ملامحها
مالك يا إيثار حصلك إيه
رفعت قامتها وأسندها هو بجسد منتفض لتتحدث إليه سريعا
متخافش يا حبيبي أنا كويسة أنا بس إتخضيت من صوت الحصان وافتكرته هيهجم عليا فمعدتي كركبت
تنفس أخيرا لينطق بهدوء
يا حبيبي ده بيرحب بيك
خلاص يا فؤاد أبوس إيدك نطقتها عصمت بحدة مبالغ بها لتتابع والڠضب ظهر فوق ملامحها
بلا يرحب بيها بلا يسلم عليها
سحبتها بجوارها لتنطق وهي تتحرك بها للأمام
هي أصلا خاېفة منه فسيبها بقى وخلي الموضوع يتم على خير
أسندها من الجهة الأخرى ليقول لوالدته
إهدي يا ماما محصلش حاجة تستدعي خۏفك ده كله
يا حبيبي خلي ربنا يتم فرحتنا على خير قالتها والهلع مازال يسيطر عليها حتى وصلوا للمقاعد وساعداها بالجلوس ليجلب هو كأسا من الماء ويناولها إياه
بعد حوالي ساعة تحدث إليها بهدوء
حبيبي هروح ألف شوية بالحصان أصله وحشني
تمام بس بلاش تتأخر عليا قالتها بعينين مترجيتين ليجيبها بصوت
حنون
حاضر يا قلبي ساعة بالكتير وهتلاقيني قدامك
إنحنى لمستوى جلوسها ليهمس بجانب اذنها كي لا يستمع إليه فريال ووالدته وزوجة عمه وسميحة
على فكرة شكلك يجنن النهاردة
شعرت بالسعادة تغزو روحها ذهب وامتطى حصانه وانطلق به تحت نظراتها الحنون لتقف سميحة وهي تقول بذات مغزى كي تشعل الاخرى
هروح ألف شوية بحصاني أنا كمان من زمان ما اتمشيناش أنا وفؤاد بالاحصنة
ذهبت وامتطت حصانها وانطلقت بأقصى سرعة خلفه لتختفى عن بصرها لتشتعل روح تلك العاشقة شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها حتى أنها لم تشعر بصوت عصمت التي تناولها المشروب قائلة
العصير يا إيثار
التفتت لها لتنطق بصوت خاڤت
مش عاوزة أشرب حاجة
باتت الڼار تتزايد بقلبها كلما تخيلت تلك الحية وهي تحاول التقرب من رجلها فكرت بأن تهاتفه كي يعود ويطفئ لهيبها المشتعل لكنها تراجعت لاجل الحفاظ على شكل زوجها وشكلها هي أيضا فما كان عليها سوى الصبر لحتى عودتهما
داخل كفر الشيخ عاد عزيز بصحبة ضابط الشرطة وبعضا من رجاله صعد إلى مسكنه الخاص بصحبتهم بعد
متابعة القراءة