القدوة الحسنة
فقالت له: ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني..؟!
قال لها الصبي الصغير ونظر لها بعينين متألقتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: 'سيدتي، أنا آسف إذا كنت أزعجتك، ولكن فقط أريد أن أقول لك: إن الله يحبك حقا ويعتني بك وجئت أعطيك آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله، والغرض الحقيقي من الخلق، وكيفية تحقيق رضوانه...
فقالت له: شكرا لك يا بني!
وبعد أسبوع وبعد صلاة الجمعة، حيث كان الإمام قد أنهى محاضرة،
وقفت سيدة عجوز تقول:
'لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آت إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة ولم أفكر أن أكون كذلك..
لقد ټوفي زوجي منذ أشهر قليلة، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم..
لذا أحضرت حبلا وكرسيا وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، وقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن وكنت على وشك أن أقفز..
وفجأة؛؛؛
سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي، فقلت: سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل..
قلت لنفسي مرة أخرى: من يكون!!!؟؟؟
رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من يطرق الباب وبكل هذا الإصرار..
عندما فتحت الباب لم أصدق عيني فقد كان صبيا صغيرا وعيناه تتألقان وعلى وجهه ابتسامة لم أر مثلها من قبل، حتى لا يمكنني أن أصفها لكم..
ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله "الـطريق إلى الجنة"
فأغلقت بابي وبتأن شديد قمت بقراءة الكتاب..
ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي..
أنا الآن سعيدة جداً لأنني تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقي..
عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب، جئت إلى هنا بنفسي لأقول: الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءنى في الوقت المناسب تماما، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الچحيم..
دمعت العيون في المسجد وتعالت صيحات التكبير..
الإمام الأب نزل عن المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه هذا الملاك الصغير..
واحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ..
ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب..
و هنا سؤال يطرح نفسه..
ماذا قدمنا للدعوة في سبيل الله ؟! هل استخدامنا الواتس في سبيل الدعوة إلى الله أكثر أم للرسائل العادية والنكت ......
ابو عمر،،،،،