منقذي الزائف
المحتويات
تمن كل حاجة وحشة عملها معايا مهما كانت العواقب.
حاولت أماني أن تتحدث وتوضح قصدها من الكلام الذي قالته ولكن بسطت هبة كفها في وجه الجميع قائلة بصرامة
أنت يا طنط أماني لو كان عندك بنت ومالك عمل فيها زي ما عمل معايا فأنا واثقة أن أنت اللي كنت هتمسكيه من رقبته وتقطعيه بأسنانك ومكونتيش هتتهاوني في حق بنتك.
أنت فهمت قصد ماما وبابا غلط يا هبة هما عايزين يقولوا أن فيه طرق تانية نعاقب بيها مالك بس لازم نستبعد القټل عشان متضيعيش نفسك.
في هذه اللحظة استمع الجميع إلى صوت طرقات قوي قادم من الدور العلوي فخرج رضا وتبعته أماني ومن خلفها كل من أحمد وهبة ووجدوا بعد صعودهم عماد يطرق بقوة على باب شقة ابنه بعدما اتصل به عده مرات ولم يجب الأخير على الاتصالات.
أنت ليه بتخبط بالطريقة دي على الباب يا عماد ابنك خرج وأكيد هيرجع بعد شوية الموضوع مش مستاهل أنك تقلق بالشكل ده!
تحدثت أحلام بالنيابة عن زوجها الذي كان يجثو أرضا ويقوم بالاتصال برقم مالك للمرة العاشرة على أمل أن يرحمه الأخير ويرد على الاتصال
تعجب أحمد بعدما سمع كلمة مرض هاتفا باستغراب وهو ينظر إلى أحلام
مرض إيه اللي أنت بتتكلمي عنه يا مرات عمي!
رفع عماد بصره ناظرا للجميع بحسرة ولم يتمكن من الإجابة على سؤال ابن أخيه فاضطر مصطفى إلى الحديث قائلا بجدية
حك رضا ذقنه وتمتم بتساؤل لم يسمعه أحد
غريبة أوي الموضوع ده يعني مالك مش موجود هنا في الشقة وعماد مش عارف مكانه وكمان
بيقولوا عليه أنه مچنون يا ترى هيكون الولد ده راح فين دلوقتي!
شعرت مروة بالقلق على زوجها الذي لا يجيب على أي من اتصالاتها وهمست بتوعد بعدما جلست على الأريكة وأخذت تدب الأرض بقدميها
صدع هاتف مروة بصوت رنين فأجابت على الاتصال بنبرة متلهفة ظنا منها أن زوجها هو المتصل ولكنها سمعت صوت والدتها التي اتصلت حتى تطمئن عليها.
تحدثت مروة بصوت حاولت جعله يبدو طبيعيا حتى لا تثير قلق والدتها التي لا ينقصها أن تشغل رأسها بمشاكل غيرها.
هو مفيش حاجة جاية في السكة ولا إيه يا مروة أصل أنا بصراحة شوفتك امبارح وأنا نايمة جاية عندي وشايلة في إيدك بنت جميلة زي القمر وعينها لونها عسلي وفيها شبه كبير من ملامح حماتك بس واخدة منك شعرك الحرير وعشان كده بسألك لو أنت حملتي مرة تانية
ابتسمت مروة بعدما سمعت هذا الكلام الذي يعد بشارة طيبة بأن القادم سوف يكون أفضل بإذن الله.
أخذت مروة تمرر يدها على بطنها هاتفة برجاء وقد تولد بداخلها شعور بأن الفتاة التي تحملها في أحشائها سوف ترث ملامح جدتها ولكنها لن ترث منها شخصيتها الفظة
ادعيلي والنبي يا ماما أن ربنا ييسر أموري أنا وجوزي وأوعدك أنك هتسمعي قريب إن شاء الله خبر حلو هيفرحك.
ظهرت الابتسامة على وجه شيماء وبسطت كفيها مرددة بدعاء
بدعيلك دايما يا حبيبتي أن ربنا يوفقك ويصلح حالك ويهدي حماتك ويخليها تشوف حقيقة العقربة اللي اسمها آية.
أنهت مروة المكالمة مع والدتها بعد مرور وقت قصير وجلست تفكر في أمر زوجها الذي لا يرد على اتصالاتها على عكس عادته واستمرت في التفكير إلى أن غلبها النعاس وذهبت في سبات عميق دون أن تشعر.
عادت آية إلى شقتها وبدلت ملابسها وجلست تشاهد التلفاز في هدوء وهي تداعب شعر ابنها الذي نام على حجرها أثناء مشاهدته للفيلم.
استقبل هاتف آية مكالمة من عماد الذي سألها عن مالك وكانت إجابتها أنها لم تتحدث معه ولا تعرف عنه أي شيء.
زفرت آية بضيق بعدما أنهت هذه المكالمة وجلست تفكر في حقيقة الأمور التي تمر بها فوالدها لا يكترث كثيرا لأمرها ومالك أيضا لا يتحدث معها إلا عندما يحتاج منها أن تساعده وهذا الأمر لا يشغل بالها ولا يفرق
معها ولكن ما يزعجها حقا هي تصرفات شادي الذي تغير كثيرا بعدما ماټت والدته.
أغلقت آية التلفاز وحملت ابنها ووضعته في سريره ثم توجهت نحو غرفتها وهي تتمتم بحنق
أنا خلصت عليها لأنها كانت عايزة تفرقني عن شادي بس الظاهر كده أن مۏتها هيخلي شادي يبعد عني الفترة دي لأنه محتاج وقت يتخطى فيه الصدمة وأنا لازم أستغل المدة دي عشان أحقق هدفي وبعدها مش هيكون فيه أي حاجة تمنع جوازي من الراجل الوحيد اللي حبيته من كل قلبي.
ذهب عماد إلى المكان الذي شعر أنه سيجد به مالك وبالفعل صدق حدسه ووجد ابنه يفترش الأرض أمام قبر والدته ويغط في سبات عميق.
ضړب رضا كفيه قائلا بحزن وهو ينظر نحو ابن أخيه بشفقة
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم طلع فعلا عندك حق يا عماد وابنك جه هنا عشان يواجه أمه اللي كانت السبب الرئيسي في كل اللي حصل معاه.
اقترب أحمد من مالك وحاول إيقاظه ولكنه لم ينجح في هذا الأمر فشعر عماد بالقلق وملس على وجه ابنه وصعق بعدما وجد أن درجة حرارته مرتفعة للغاية.
ساعد رضا كل من عماد وأحمد في حمل مالك وقاموا بوضعه داخل السيارة ثم توجهوا به إلى أقرب مستشفى حتى يتم عمل الإسعافات اللازمة من أجل تقليل درجة حرارته المرتفعة.
أجاب عماد على اتصال زوجته وأخبرها أنه نجح في إيجاد مالك وأنهى المكالمة دون أن يخبرها أنه ذهب به إلى المستشفى.
جلس رضا بجوار عماد هاتفا بعتاب فهو لطالما كان يتشارك معه في كل شيء وكان يتمنى أن يخبره شقيقه عن وضع مالك حتى يبحث معه عن حل مناسب لتلك الأزمة
ليه يا عماد فضلت ساكت
وكاتم جواك الموضوع ده لدرجة أنك ادعيت الخرف والنسيان وقولت أن جالك زهايمر وكل ده عشان متخلنيش أشك أن مالك فيه حاجة!
نظر له عماد وأجاب بحسرة أب ابتلاه الله في ابنه وجعله مريض نفسي تعقدت حالته وصار يشكل خطۏرة على كل من حوله
كنت عايزني أقولك إيه بس يا رضا خليني أسألك سؤال بسيط وهو لو أنت كان عندك بنت وجالها عريس وقالك أنه بيحبها أوي بس أنت عرفت بعدين أنه كان بيتعالج قبل كده في مصحة نفسية هل أنت هتقبل بيه وهترضى تجوزه بنتك وأنت مطمن ومش حاسس جواك بأي خوف عليها
التزم رضا بالصمت فهو لا يمكنه أن ېكذب على أخيه ويقول أنه في حال كانت لديه ابنة سيقبل أن يزوجها لشاب سبق وتم إلحاقه بمصحة للأمراض النفسية والعقلية.
جلست هبة داخل غرفة أحمد تفكر في الكلام الذي قالته أحلام أمام الجميع عن وضع مالك وأنه يوجد احتمال كبير يؤكد إصابته بانفصام في الشخصية.
لن تصمت عن حقها مهما حدث لقد تعاملت مع مالك ولم تلاحظ عليه أي أعراض تدل على إصابته بالانفصام.
دب الخۏف في أوصالها بعدما خطړ في بالها فكرة أن يكون مالك مصاپا حقا بانفصام الشخصية وبحاجة إلى العلاج النفسي حتى يتعافى ويعود إلى طبيعته وسألت نفسها ماذا ستفعل إن اتضح صحة ادعاء عماد بمرض ابنه
هل ستتراجع عن فكرة الٹأر من مالك وتتركه وشأنه أم أنها ستظل متشبثة بفكرة الاڼتقام الذي لن تتمكن من الحصول عليه إذا اتضح بالفعل أنه مصاپ بانفصام الشخصية
أين العدل الذي ستحصل عليه لقد دمر مالك حياتها وتسبب في مۏت والدتها وجهل سمعتها موصومة بالذل والعاړ وبدلا من أن يتم الزج به داخل السچن يتم إيداعه في مصحة للأمراض النفسية!!
انتهى وائل من جمع المعلومات المتعلقة بالشخص المشتبه به ثم ذهب إلى مكتب عبد الرحمن الذي طلب تصريح من النيابة حتى يتم ضبط وإحضار المتهم الوحيد في قضية مقټل يحيى.
انطلق عبد الرحمن بصحبة وائل وبعض من عناصر الشرطة إلى محل إقامة المتهم وبعد مرور نصف ساعة وصلوا إلى وجهتهم وفي أثناء هذه الفترة اتصل عبد الرحمن بمحمد وأخبره بجميع الأمور المستجدة في القضية.
دلف عبد الرحمن ومن خلفه قوات الشرطة إلى البناية وطرقوا باب الشقة ففتحت لهم فادية التي هتفت بقلق
خير يا فندم أنتم جايين هنا ليه وعايزين إيه
أجابها عبد الرحمن وهو يصوب بصره نحو آية التي كانت تقف خلفها
معانا أمر بضبط وإحضار المدعوة آية عماد عبد الحليم رزق.
التفتت فادية نحو آية التي صړخت بفزع وضړبت صدرها مرددة باستنكار
ليه إن شاء الله أنا عملت إيه عشان يتقبض عليا!
سمعت إجابة سؤالها من فم عمرو الذي هبط من شقته برفقة زوجته حتى يشاهد آية وهي مکبلة بالأصفاد ويتم جرها إلى سيارة الشرطة
هيتقبض عليك عشان حاجات كتيرة منهم أنك قټلت ياسين أخويا والحاجة رشا أم شادي عشيقك.
شهقت فادية هاتفة پصدمة وهي تمرر نظرها على كل من عمرو وآية
إيه الكلام اللي بتقوله ده يا عمرو!
أحاط عمرو والدته وربت على كتفها قائلا بمواساة
ياسين ماټ مقتول وآية اللي بتعتبريها بنتك هي اللي قټلته وأنا قدمت بلاغ ضدها من
يومين وطلبت أن يتم
استيقظت فادية بعدما علقت لها الممرضة التي أحضرها عمرو إلى المنزل المحلول المغذي في ذراعها ونظرت إلى ابنها الذي جلس على طرف السرير هاتفا بقلق تملك منه بعدما رأى والدته تسقط أرضا بسبب الصدمة التي تعرضت لها
طمنيني عليك يا ماما أنت حاسة
أنك كويسة دلوقتي
أومأت فادية هامسة بصوت خاڤت بسبب حالة الوهن التي سيطرت عليها بعدما أخبرها عمرو بحقيقة مقټل ياسين على يد آية التي كانت تظنها فتاة بريئة تحب الخير للجميع
أنا مش مصدقة أن البني آدمة اللي كنت بعتبرها زي بنتي طلعت هي اللي قټلت ابني الكبير وحړقت قلبي عليه!!
حمحمت مروة وتحدثت بهدوء وهي تخفض رأسها أرضا فهي لا تريد أن تتلاقى نظراتها بنظرات فادية التي من الممكن أن تعتقد أنها تشمت بها بسبب سوء تعاملها معها في الماضي
حمد الله على السلامة يا ماما ربنا ميحرمناش منك أبدا.
تدخلت الممرضة في الحديث ونظرت إلى عمرو قائلة بشفقة على وضع فادية التي كانت تظن أنها
متابعة القراءة