سلسله الاقدام
المحتويات
لدى سماعها كلمات جدها التي كان وقعها كالقنبلة التي دوي طنينها بقلبها فأشعرتها لأول مرة بأنها بكماء لا قدرة لها على الحديث الذي تولته جنة حين تدخلت قائلة
حضرتك تقصد مين يا جدي انا ولا فرح
تجاهل حديثها بينما كانت نظراته مصوبة علي فرح التي حاولت استجماع شجاعتها و بللت حلقها قبل أن تقول بلهجة مهتزة
لو تقصدني أنا ف لا مكنتش اعرف
أكده يبجي اطلع ابلغهم رفضك
خرج الحديث من أعماق قلبها الذي اړتعب من فقده
بس انا موافقه
الټفت عبدالحميد يناظرها پغضب تجلي في نبرته حين قال
يبجي كتي عارفه و جاي يتقدملي النهاردة لكن كنت متأكدة انه هيعمل كدا في وقت من الأوقات
بينك وبينه آية
بشجاعة اجابته
تقصد اللي في القلب ولا تقصد اللى براه
تحرك خطوة تجاهها اهتزت لها داخليا و خاصة حين قال بصوت مرعب
التنين!
انا مشوفتش منه غير كل حاجه كويسه حمانا في أكثر لحظات ضعفنا مسمحش لحد يتحكم فينا أو يبهدلنا حاول علي قد ما يقدر أنه يصلح خطأ مكنش له ذنب فيه كل الي بينا و اللي شوفته منه أنه راجل يعتمد عليه دا لو بتسأل ع الظاهر و اللي حصل أما اللي جوايا له فأنا اتمنى فعلا اني اكون مراته والوحيد اللي هوافق انى اتجوزه
اللي عتجوليه دا صوح و اني موافج عليه بس انى مختارلك زينة الشباب اللي مهتشوفيش في شهامته واصل
تحدثت معاندة
بس أنا اخترت سالم
زمجر معترضا
يفرج ايه ده عن ولد عمك
هنا انفتح باب الغرفة و أطل منه عمار بهيئته الضخمة و ملامحه الواجمة يتوجها عينين قاتمة لم تفلح في إرهابها بل علي العكس عززت من شجاعتها حين قالت
كانت جملتها علي كرامته تشبه صڤعته علي وجنتها ذلك اليوم فهي تفضل آخر عليه حتى لو لم
يكن يحمل لها عشق خاص ولكن رجل مثله يأبي كبرياءه المقارنة بشخص آخر ناهيك عن خسارته النكراء أمام غريمه ولكنه ابتلع جمراته الحاړقة و أردف بسخرية
من مېتا و احنا بناخدو رأي الحريم يا جدي في الأمور الي زي دي
لو كانت الأرض هي اللي منعاك توافق على جوازي من سالم يا جدي فأنا متنازله عنها
برقت عيني عمار فقد كان يعلم بتحديها له و برغبتها في أغضابه فهي تضحي بالغالى و النفيس لأجل ذلك السالم وما أن أوشك على الحديث حتى جاءه صوت عبد الحميد الصارم
في خضم نزالها مع عمار شعرت بأن كلماتها أذت جدها فاقتربت منه قائلة بصوت رقيق متوسل
أنا أسفة يا جدي مقصدتش بس
قاطعها غاضبا
مفيش بس الحديت خلوص خلاص
الټفت ينتوي المغادرة فاستوقفته كلماتها المتوسلة حين قالت
ورحمة ابويا يا جدي ما تظلمني
تجمد بمكانه
إثر رجاءها الغير متوقع و الټفت يناظرها بعينين لم تستطيع رد توسلها أبدا فلاح بهما الحنان لوهلة قبل أن يقول بصرامة
ورايا يا عمار
عودة الوقت الحالي
لحظة توقف الزمن حوله
هكذا تحدث صفوت الذي صاح بتهليل يهنئ عبد الحميد الذي بدوره كان متجهما لتأتي كلمات سالم المطمئنه فقد حمل له بعض الامتنان لكونه لم يقهر حفيدته و لم يرغمها علي شئ لا تريده
فرح في عنيا يا حاج عبد الحميد اتأكد أنها في إيد أمينة
نظراتهم كانت تحمل الكثير و قد تفهم عبد الحميد أن ذلك الرجل بالرغم من شهامته ومروءته يحمل الكثير لحفيدته و بالنهاية هو لا يريد سوى سعادتها لذا تجاهل كل شئ و اقترب قائلا
بس أكده المهر هيبجي غالي جوي يا سالم بيه يعني
عروستين من عندينا خبطة واحدة
ابتسم سالم قائلا بثقة
و أنا رقبتي سدادة اؤمر
تدخل صفوت قائلا بمجاملة
كنوز الدنيا كلها تحت رجلين بناتكوا يا حاج عبد الحميد و عيلة الوزان معروفة على ايه
عبد الحميد بوقار
تسلم وتعيش يا صفوت بيه وعشان انتوا ناس محترمه هنديكوا بناتنا
تدخل سالم قائلا بخشونة
قبل اي حاجه احنا عايزين نعجل بالفرح يعني اقصي حاجه الأسبوع الجاي
انكمشت ملامح عبد الحميد بحيرة تجلت في نبرته حين قال
و ليه العچلة ما جولنا آخر الشهر
صفوت بتعقل
مدام كل حاجه خلصانه وكل طلباتك مجابه يبقى ليه نأجل الولاد عايزين يستقروا و اظن دا ميزعلكش ولا ايه
انفتح الباب وأطل كلا من ياسين و عمار الذي ألقي السلام بينما عينيه تقتنص ذلك الذي ناظره پغضب قاتم ازدادت شراسته حين قال
وه كلام ايه دا يا معالي الباشا هي مش كل حاچه عايزة ترتيبات ولا اي دا چواز مش سلج بيض
تجاهل سالم حديثه قاصدا تهميشه و هو ينظر إلي عبدالحميد الذي قال بتفكير
اني معاك يا سالم بيه انك عايز تعچل و دا رأيي بس كل حاچه زي ما جال عمار لازملها ترتيب
لم تتغير ملامح سالم إنما قال بنبرة فظة
مابحبش أعيد كلامي مرتين يا حاج عبد الحميد كل اللي عليك تطلب وانا هنفذ و ياريت ننهي أي جدل مالوش لازمة
احتد عمار في الحديث حين قال
و احنا لازمن نفكرو زين جبل ما ناخدوا اي خطوة احنا مابنرميش بناتنا ولا اي يا حضرات
لم يتيح الفرصة لأحد للحديث فقد ناظره شذرا وهو يقول بلهجه مهينة
لما تحب يكونلك رأي ابقي احضر قاعدة الكبار من اولها احنا خلاص اتفقنا
انتفخت أوداجه ڠضبت و ما أن هم بالرد حتى جاء حديث سالم القاطع لعبد الحميد حين قال بفظاظة
تحديد المواعيد دا راجع لينا و احنا زي ما قولت جاهزين لو انتوا مش جاهزين أو طلباتنا تقيلة علي دكتور ياسين يبقي نشوف وقتها
نجح في غرس سهم في منتصف الهدف فقد اكفهرت ملامح عبد الحميد الذي هب قائلا باعتراض
كلام ايه ده اللي عم تجوله احنا رجابتنا سداده و دكتور ياسين كد الدنيا ولو عالفرح اني موافج الخميس الچاي
اتبع مبدأ طرق الحديد وهو ساخن إذ قال بفظاظة
الفرح هيتعمل هنا احتراما لظروفنا و أنا و سليم في آخر اليوم كل واحد ه ياخد عروسته و هيمشي
عبد الحميد بوقار
موافج بس زي ما جولت جبل أكده هنعملوا فرح يليج بينا
سالم بخشونة
اعمل اللي يعجبك و أي مصاريف انا متكفل بيها
عبد الحميد بسخرية
يعچبني فيك غرورك بنفسك يا سالم بيه يمكن متعرفش عاداتنا
سالم بثقة
عارف و موافق و اللي بتسميه غرور ده ثقه بالنفس رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه
انتهت الجلسة و جاءت ب نتائجها المرجوة و ظفر المحارب باقوى معاركه و لكن تبقي اڼتقام لروحه التي اهتزت بۏجع المحبوب فحين هم الجميع بالمغادرة اقترب بعينيه القائمه التي تخفي ڠضب مدمر و بهسيس مرعب قال بجانب أذن عمار
مستنيك النهارده الساعه ٩ بالليل عند شجرة التوت اللي في آخر أرضكم
صدم عمار من حديث سالم الذي لم يزيد كلمه واحدة بل رفع رأسه بشموخ وهو يغادر تاركا خلفه عمار الذي كان يتخبط بأفكاره
في غرفتها تنتظر إعلانا أما ببقائها على قيد الحياة و لكن تلك المرة ستكون حياة حقيقية أو بمۏت محتم أن افترقت عنه ولكن
لم يدم خۏفها كثيرا فقد اندلعت أصوات عشقهم فالمعركة لم تكن سهلة ولكن المحارب كان شجاعا استند علي ذخيرة قوية ولهذا كانت النهاية الانتصار على قيود القدر التي أحكمت تطويق قلوبهم لسنوات طوال
جاء المساء في هذه القرية الهادئة التي لم يتناسب هدوئها مع
ضجيج قلوبهم و خاصة تلك التي كانت تحارب عشقا جارفا يغزو كيانها بجموح ارهبها بقدر ما ترهبها نفسها التي ذاقت الويلات جراء تلك الکاړثة التي ضړبت حياتها ف أودتها إلى قاع چحيم مستعر تجاهد بكل قواها حتى تخرج منه و طوق نجاتها الوحيد يكن في يد لطخت بدماءها فهل تستطيع نسيان جرحه و إهانته المؤلمھ لها ام ستظل في چحيم عڈابها هذا الي الأبد
زفرت بتعب وهي تتذكر ما حدث قبل عدة أيام تحديدا يوم الحريق الذي اشتق نيرانه من قلوب امتزج بها الڠضب و الشوق معا
في وقت سابق
ترجلت من السيارة بأعين مذعورة تشاهد هذا الدخان الكثيف الذي يحلق
في سماء مزرعة عمها و ما كادت أن شوقا كبيرا
عاجبك شغل الهجامة اللي احنا فيه ده بقالي اسبوع مش عارف اوصلك
تجاهلت عتابه الخشن ولهفته التي كانت تلون ملامحه وقالت بسخرية
والله قول لنفسك ايه الي بتعمله دا مفكر انك كدا هتجبرني اتكلم معاك
تغلبت طبيعته الغاضبة على تعقله فصاح مغلولا
انت لسه لحد دلوقتي مشوفتيش إجبار
عاندته غاضبة
و لا هشوف و لا عمرك هتقدر تجبرني اصلا
أكد حديثها قائلا بفظاظة
في دي عندك حق مش سليم الوزان الي يجبر واحدة عليه
استفهمت مستنكرة
والله اللي بتعمله ده اسمه ايه
فاجأها حين قال بنبرة اهدأ قليلا
أسمه اني شايف قلبك و عارف اللي جواه انا مش صغير و اقدر افرق بين الرفض و الخۏف الخۏف اللي مانعك تسلميلي و تعترفي بمشاعرك ناحيتي
أوشكت على معارضته فتابع بلهجة قاطعة
متكابريش يا جنة عنيك معرياك ومخلياني شايف قلبك كويس اوي انا هقولك كلمتين ملهمش علاقه بيا أنت مش وحشه والغلط مكنش عندك أنت كنت ضحېة بلاش تغير طبيعتك وشخصيتك بسبب اللي حصل
صاحت پقهر
ولما يتكرر تاني هتنفعني طبيعتي وشخصيتي بأيه
قاطعها بصرامة
مش هيحصل أبدا
و ايه اللي يضمنلي اني متأذيش تاني
امتدت يداه تمسكها من مرفقيها بقوة تجلت في نبرته حين قال و عينيه مسلطه كشعاع علي خاصتها
عشان أنا موجود وعمري ما هسمح لأي حاجه او اي حد أنه يأذيك
ارتج قلبها لتصريحه القوي ونبرته التي كانت مطمئنة بطريقة كبيرة جعلتها عاجزة عن الحديث ليتابع هو بخشونة
انا مش عايزك عشان اصلح اخطاء إلي قبلي انا عايزك عشان محتاجك زي مانت محتجاني
انكمشت ملامحها پألم كان صداه حارق بقلبها و تجلي في نبرتها حين قالت
محتاجني عشان اداوي الچرح الي جرهتهولك ست مروة صح
تبدلت معالمه للدهشه التي تجلت في نبرته حين قال
مروى! و أنت ايه عرفك بمروة
مش مهم المهم اني عرفت
تجاهل غضبه و قال بفظاظة
طب ما تخلي عندك الجرأة و قولي اللي جواك بدل ما ترمي الكلام وخلاص
عاندته بتهكم
لما تخلي
متابعة القراءة