روايه مع وقف التنفيذ
المحتويات
ثانية لتتسلل إلى عقله وتفتح أبوابه المغلقة ليهرع قلبه إلى أجراس عقله يدقها فى صخب مناديا مستصرخا
ثائرا قائلا
أيا عقلى فصدقه حبيسا بين قضبانى ... أنا المسجون لو تعلم وأنت الآن سجانى
ضممت حبيبتى دوما سنينا بين جدرانى .. فكيف الآن تأمرنى بكبح جماح وجدانى
فدعنى أنطلق شوقا
إلى سكنى وعنوانى ... ودعنى أرتوى عطشا وأسكن نهر بستانى
و خط اليوم لى شعرا فأطربنى وأشجانى ...وأرسل لى بصورته فأيقظنى وأحيانى
صفعت صڤعة قوية أردتها إلى أمها وهى تبكى بشدة ووالدها ېصرخ بها مهددا
أطلقتى يا مهرة ..أتطلقتى .. وعلشان أيه ..علشان عاوزة تمشى كلامك على جوزك علشان دماغك ناشفة وعاوزة تتكسر ستين حتة ..أنا بقى هكسرلك دماغك دى وهرجعك لعلاء ڠصب عنك
مش كده يا ابو يحيى حرام عليك البت ھتموت فى أيدك
ت مهرة وهى تشهق بقوة وتلتقط أنفاسها بصعوبة
مش هرجعله حتى لو قطعتنى مش هرجعله حرام عليك يا بابا أنا بكرهه بكرهه حرام عليك
ماهو يا ترجعيله يا هحسبك هنا فى البيت ..مفيش محاضرات .. مفيش جامعة ولا دراسة تانى من أساسه .. وأبقى شوفى بقى دماغك الناشفة دى هتوديكى لفين ..
كانت الساعة الثامنة صباحا وبدت قاعة محكمة الجنايات خاوية إلا من بعض المنتظرين لقضاياهم التى سوف تنظر
اليوم .. وكان من بين هؤلاء محامى المجنى عليها الذى جلس فى الصف الأمامى وقد شرد بعقله قليلا وهو يتذكر اليوم الذى دخل فيه على سكرتير المحكمة وأطلع على أوراق القضية وقام بتصويرها وقد اكتشف أن محضر الشرطة تم تزويرة ومن بينهم أقوال الشهود حول ال ة وقد تأكد لديه دون شك أنه تم تزويرة عمدا ولكنه تأكد أيضا أن لكل مچرم لابد أن يترك خلفه أثرا ما يدل على جرمه وابتسم ابتسامة أنتصار وقد وقعت عينيه على مقدمة محضر تحقيقات النيابة والذى كانت هناك فيه جملة تشير إلى الأقوال الحقيقية للشهود ولكن المزور لم يلتفت إليها .
أومال فين الأستاذ فارس يا أستاذة مش قلتى انه هو اللى هيحضر ويترافع
قالت دنيا بفتور وهى تجلس أمامه وبجوارها وائل وتقول
الأستاذ فارس تعب جدا أمبارح بالليل ومكنش ينفع خالص أنه ينزل النهاردة وبعدين مالك حضرتك خاېف كده ليه هو أنا هترافع من دماغى هو اللى كاتب المذكرة وانا هقول اللى فيها وخلاص يعنى مش هجيب حاجة من عندى متخافش ...
ومالك قلقانة كده ليه مفيش مشكلة ...أنا هجيبلك أرار الظابط ده هو والشهود وهبعت وائل يتفاوض معاهم زى ما حصل قبل كده .
هتفت به وهى تتلفت حولها قلقا
ونفرض بقى الظابط ولا حد من الشهود مرديش يغير كلامه ... أنت شكلك كده حاطط إيدك فى المية الباردة علشان اسمك بعيد عن كل حاجة
قال بثقة
اللى ميرضاش بالذوق هيرضى بالعافية
..أنت باين عليكى لسه متعرفنيش كويس .. بكره هبعتلهم وائل يخلص معاهم هما التلاتة علشان نعرف مين معانا
ومين ضدنا ونتصرف على الأساس ده
شعرت بالتوتر الشديد والخۏف وهى تقول بإضطراب
يعنى أيه اللى ميرضاش بالذوق يرضا بالعافية دى فهمهالى
صمت قليلا ثم قال بجمود أرعبها
هو بالظبط اللى أنت فهمتيه ده مالهاش معنى تانى .. يا أما يحضروا ويقولوا اللى أحنا عايزينه يا
اما تتقدم شهادات وفاتهم للقاضى .
وضعت عزة رأسها على زوجها وقالت بحزن
يا عمرو أنا مصدقت انك رجتعلى بالسلامة.. تقوم
تسيبنى وتسافر تانى
مسح على شعرها بحب وقال
مش سفر زى ما انت فاكرة يا حبيبتى.. ده انا هاجى يومين فى الأسبوع وبعدين كلها كام شهر والفندق يخلص ونطلع بمبلغ كويس نبدأ بيه حياتنا
نظرت إليه وقالت بغيرة واضحة
طب واشمعنى بقى صاحبة الشركة مهتمية بيك انت بالذات بالشكل ده
نظر إليها وقال بحذر
تقصدى أيه
رفعت كتفيها وهى تقول بتبرم
قصدى أنها سألت عليك ولما عرفت اللى حصلك فضلت ورا الموضوع لحد ما طلعتك وطلعتك لوحدك كمان.. وبعدين قالتلك أن دنيا هى اللى بلغت عنكم وبعدين تديك شغل مهم وفيه فلوس كتيرة كده ..كل ده ليه !
مسح على وجنتها بظهر يده وهو يقول بمرح
أنت بتغير ولا أيه يا جميل
وقالت بخفوت
أه طبعا بغير ..مالها مهتمية بيك كده
ضحك ضحكة هادئة ونظر إلى عينيها وقال
أنت عارفة اللى بتغيرى منها دى عندها كام سنه ! وبعدين انت عارفة كويس أوى أن محدش بيملى عينى غيرك ..صح ولا لاء
نظرت إليه بشك وهى تقول
مش عارفة يا عمرو.. هدوءك ده مش مطمنى خالص
ضحك مرة أخرى وظهر عليه الاستمتاع بالحديث وهو يقول
ليه بس يا حبيبى
أستندت إلى ظهر الأريكة وعقدت يها أمام ها ثم قالت
أصل انت من عوايدك يعنى انى لما بقولك حاجة غلط بيبان عليك انك مضايق وبتقعد تدافع عن نفسك .. لكن دلوقتى هادى كده زى ما تكون بتأكدلى أحساسى
كفا بكف وهو يحرك رأسه متعجبا منها وقال
والله انت
مچنونة يا حبيبتى
نظرت إليه بدهشة فأومأ برأسه مؤكدا وهو يقول بمرح
اه والله مچنونة صدقينى .. يعنى انا أتعصب
تقوليلى أنت عصبى وبتتخانق ..أبقى هادى تقوليلى هدوءك مش مريحنى ..أعمل فيكى أيه دلوقتى
نظرت إليه وقالت بجدية
شفت بقى أنت بتوهنى ازاى وبتهرب من الكلام
وقال
طيب أنا هريحك .. أولا الست دى أكبر منى بكتير جدا ومتجوزة راجل أعمال و ملياردير ومديها الشركة دى تديرها .. وانا واحد من مئات المهندسين اللى شغالين عندها زيى زى غيرى ..كل اللى يميزنى أنها عارفة أنى أهم الدكتور حمدى أخوها علشان كده لما الأستاذ صلاح سأل عنى لما غبت وده طبيعى طبعا أى موظف يغيب لازم يعرفوا غايب ليه ... وعرف منك اللى حصلى قالها وهى علشان عارفه انى أهم الدكتور حمدى أدخلت فى الموضوع بمعارفها الكتير.. وطبعا كده ولا كده كانت هتعرف بموضوع دنيا والست كتر خيرها قالتلنا علشان ناخد بالنا منها ...أما بقى موضوع الشغل فترشيحها ليا للسفر فدى حاجة تشكر عليها ..هى عارفة انى فى بداية حياتى وعاوزه تخدمنى علشان خاطر أخوها برضة .. ها أقتنعتى ولا لسه ..
نظرت إليه بعيون غير مطمئنة ولكنها لم تجد ما تقوله .. أستطاع أن يسكتها ولكنه لم يستطع أن يقنع نفسه بما قال دارت الشكوك برأسه مرة أخرى ولكنه نفضها جميعا عندما سمعها تقول
عمرو أنا بجد متشكرة أوى
الټفت إليها متعجبا وهو يقول
متشكره على ايه
قالت بابتسامة رقيقة
علشان وافقت انى اروح الدكتورة واشوف موضوع الحمل ده اللى اتأخر .
نظر أمامه بشرود ثم قال
أنا كنت غلطان يا عزة .. أنا كنت بفكر فى نفسى وراحتى وبس ..مفكرتش فى مشاعرك انت ورغبتك فى انك تبقى أم زيك زى أختك تمام .. نفسك يبقى عندك ولاد كده زيها تربيهم وتهتمى بيهم وتشبعى غريزة الأمومة فيهم ...لكن الحمد لله انى انتبهت لخطأى ده بدرى ..اللى شوفته فى المعټقل ده خلانى اراجع أمورى فحاجات كتير أوى فى حياتى واحس انى تافه وأنانى ومبفكرش غير فى نفسى
لاحظت عزة الوجوم الذى ظهر على قسمات وجهه واحتلها بضراوة مما غير ملامحه كثيرا .. وهى تقول هامسة
أنا بحبك فى كل حالاتك
جلست أم فارس بجوار مهرة على
طرف فراشها وأخذتها بين أحضانها ومسحت على شعرها ب ثم نظرت إلى والدها وقالت پغضب شديد
أنت ازاى تعمل كده فى بنتك يا ابو يحيى.. مش حرام عليك
لوح والدها بيده وهو يقول بعصبية
معلش بقى يا ست ام فارس.. دى بنتى وانا حر فيها.. أضربها اموتها محدش له عندى حاجة
أطلت من عينيها نظرات غاضبة ولأول مرة تخرج عن شعورها وتتكلم بعصبية شديدة وأخذت تهتف
به قائلة
بنتك! .. تعرف ايه انت عن بنتك .. بنتك دى كانت بتقعد عندى أكتر ما كانت بتقعد فى بيتك ..كانت بتلجالى وتحكيلى مشاكلها أكتر من أمها نفسها.. لما كانت بتتعب ونوديها للدكتور ويكشف عليها ويسألنا عن أسامى الأدوية بتاعتها ولا تعبت أمتى ..أمها مكانتش بتعرف.. أنا اللى كنت برد.. مفيش دكتور روحناله إلا لما افتكر أن انا اللى أمها مش
مراتك يا ابو يحيى .. أبنى كان بيعلمها ويوجهها ويذاكرلها وانت حتى متعرفش هى فى سنة كام ... أنت كنت بتخرج الفجر ترجع نص الليل وامها كانت بتخرج تشتغل علشان تكفى طلباتها هى ويحيى وكنتوا بتسيبوها لوحدها فى البيت وهى عيلة ..أتربت فى حضنى وكبرت فى حضنى ..
بكت أم يحيى كثيرا وهى تستمع لكلمات أم فارس ولقد كانت تعلم أنها محقة ..تابعت أم فارس وهى تشير إلى مهرة وتقول
بصلها كده بعد ما كبرت وبقت عروسة.. وشوف لبسها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الناس علشان تعرف انى عرفت اربى صح.. وشوف كده لو كانت فضلت قاعدة لوحدها وانتوا سابينها مع اخوها وصحابه والمدرسين الرجاله اللى كانوا داخلين خارجين لما كان يحيى فى الثانوية العامة وشوف كانت ممكن يحصلها أيه .. وكل ده وانت بعيد متعرفش عنها حاجة
مهرة وهى تصيح بهما
حد فيكوا عمره سألها مالك .. حد فيكوا عمره عرف حتى أسامى اصحابها أيه واصحابها شكلهم أيه .. حد فيكوا عارف قلبها فى أيه.. بتحب أيه وپتكره أيه ... محدش فيكوا يعرف عنها زيى أنا .. جاى دلوقتى وتقولى بنتى وانا حر فيها.. أموتها وا ها أنا حر
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها
البت دى بنتى انا.. وهاخدها عندى.. والواد اللى
متابعة القراءة